قال خبراء عسكريون ان الجيش الاميركي، وعلى ضوء الصعوبات التي يلاقيها في العراق وافغانستان، بحاجة الى تغيير طريقته في مواجهة المتمردين عبر منح الضباط مزيداً من الاستقلالية ميدانياً على سبيل المثال. واعتبر مدير معهد التاريخ العسكري كونراد كرين، اثناء مؤتمر عُقد الاسبوع الجاري في واشنطن، ان"العقيدة الحالية تستند الى النموذج المعروف بنموذج السلفادور، اي خمسين او ستين مستشاراً عسكرياً والكثير من المال ودولة مضيفة تتولى تسوية مشاكلها الخاصة، لكنها لا تتوافق مع حركة تمرد واسعة النطاق"، كتلك الموجودة في العراق. وذكر الاستاذ في"معهد سلاح الجو"جيفري ريكورد ان الجيش الاميركي"غادر فيتنام وهو مستاء جداً من عمليات مكافحة التمرد". واضاف"لم يهتم الجيش خلال ثلاثين سنة بمكافحة التمرد الى ان واجه متمردين في العراق". ورأى ان الاخفاقات او حالات الاذلال المتتالية في فيتنام ولبنان والصومال والعراق تعود الى"الثقافة الاستراتيجية"للولايات المتحدة. واخذ على الاميركيين عدم اهتمامهم كثيراً بالتاريخ و"جهلهم الثقافي"وان التكنولوجيا أفسدتهم الى حد انهم نسوا العامل الانساني للحرب، واعتبارهم الحرب بديلاً عن السياسة وافتقادهم للصبر. واعتبر"ان هذه الثقافة الاستراتيجية ادت الى نفور تاريخي في صفوف جيشنا من عمليات مكافحة التمرد". لكن الجيش الاميركي قرر امام الصعوبات في العراق وافغانستان اعادة النظر بكتيب ارشاداته في مجال مكافحة التمرد في سلاح البر والمارينز. وسيُنشر الكتيب الجديد منتصف تشرين الثاني نوفمبر، كما اوضح كونراد كرين ابرز واضعيه. ورأى كرين ان"التجربة في العراق وافغانستان عززت الشعور بأن التمرد هو حرب مركبة من عناصر عدة وتختلف في خوضها تبعاً للمكان والزمان". ويمكن ان يكون جنود في اوج عملية فرض استقرار في منطقة ما بينما يشن آخرون هجوماً في مكان آخر ويقوم غيرهم بعملية دفاعية". واشار الى ان الحلول في حرب ضد متمردين"محلية"وينبغي ترك الاستقلالية للضباط على الارض. وقال"يجب السماح لقادة الكتائب وقادة الالوية واحيانا قادة الفرق ان يقاتلوا على طريقتهم". واعتبر ان مكافحة حركة تمرد يجب ان تكون"حرباً لا مركزية". وقال ان القادة الميدانيين لا يملكون"الوقت للعمل مع بيروقراطية عسكرية قوية تبطئ"عملياتهم. وايد توماس ريكس المراسل العسكري لصحيفة"واشنطن بوست"وصاحب كتاب"فشل: المغامرة العسكرية الاميركية في العراق"، هذه الفكرة اثناء المؤتمر. وقال"تم في غالب الاحيان تجاهل واهمال الدروس التي استنتجها ضباط في العراق". واتهم القيادة العسكرية العليا برفض القيام بنقد ذاتي. وقال:"يبدو ان الجنرالات، خصوصا في سلاح البر، لا يدخلون ميدان الانتقادات". وقال كرين ان مكافحة المتمردين ينبغي ان تحترم عدداً من الضرورات مشيراً الى ضرورة استخدام متكافئ للقوة وتكيف مستمر وسريع ومنح اولوية للعلاقات العامة عبر اخذ المستويات الدولية والاقليمية والمحلية في الاعتبار من دون تناسي القوات الاميركية والرأي العام في الولاياتالمتحدة. وقال جيفري ريكورد انه"ينبغي ايضاً اعطاء الاولوية للحلول السياسية والتحلي بالصبر وتشجيع التحدث بلغات اجنبية ومعرفة العسكريين لثقافات اخرى".