قال إسلاميو الصومال أمس الثلثاء انهم لن يجروا محادثات سلام مع الحكومة الموقتة الى حين خروج القوات الاثيوبية من الأراضي الصومالية. وقال الشيخ حسن ظاهر عويس:"ما دامت اثيوبيا في بلادنا... لا يمكن أن تمضي المحادثات مع الحكومة قدماً". وأضاف:"اذا كانت الحكومة تهتم بالصوماليين فعليها أن تبعد عدونا عن البلاد". وجاء موقف عويس بعدما أعلنت الحكومة انها وافقت على إجراء محادثات مع الإسلاميين في جولة حوار جديدة في السودان، بناء على مناشدة من الأممالمتحدة لتجنّب حرب في البلاد. وقال عبدالرزاق آدم، كبير طاقم الموظفين لدى الرئيس الانتقالي عبدالله يوسف إثر محادثات مع موفد كبير من الأممالمتحدة في مقر الحكومة في مدينة بيداوة:"سنذهب إلى الخرطوم من دون أي شروط مسبقة". وقال الإسلاميون في بيان صدر من مقرهم في العاصمة مقديشو إنهم ملتزمون الحوار، لكن موقف عويس لاحقاً بدد آمالاً بحصول تقدم. وصدر موقف عويس قبل محادثات أجراها موفد الأممالمتحدة فرانسوا لونسني فول مع القادة الإسلاميين لإقناعهم بالموافقة على محادثات السلام مع الحكومة في الخرطوم. وأعلن الشيخ شريف شيخ أحمد، الزعيم الاسلامي البارز، إثر اللقاء مع الموفد الدولي"إن أحد الاتفاقات التي توصلنا إليها مع الحكومة قضت بأن لا قوات أجنبية يجب ان تأتي إلى الصومال، وإذا جاءت فإن المحادثات لا يمكن أن تحصل". وكانت المحادثات السابقة لتجنّب حرب بين الطرفين انهارت في 22 تموز يوليو الجاري عندما انسحب الإسلاميون منها احتجاجاً على دخول قوات اثيوبية إلى الصومال للدفاع عن الحكومة الموقتة. وتدعم أديس أبابا الرئيس يوسف وتصف الإسلاميين بأنهم إرهابيون. وتدخلت اثيوبيا في الماضي في الصومال لمهاجمة متشددين قرب الحدود بين البلدين. على صعيد آخر، أكد الشيخ عويس في اعتراف علني نادر بأن اريتريا تُقدّم دعماً للصوماليين تقديراً لمساعدة سابقة قدموها هم لها. وقال"إن الحكومة الصومالية السابقة للرئيس محمد سياد بري ساعدت اريتريا خلال كفاحها من أجل الاستقلال عن اثيوبيا". وتابع:"اريتريا تدعم الشعب الصومالي، وهي ترد الجميل لهم". وتقول الأممالمتحدة إن اريتريا مدت الإسلاميين الصوماليين بالسلاح والذخائر، في حين يعتقد محللون أن مستشارين عسكريين اريتريين موجودون في مقديشو. ونفى عويس أن الإسلاميين يُخططون لتوسيع سيطرتهم إلى بيداوة. وقال:"لم تكن هناك أي نيّة لنا في مهاجمة بيداوة". وفي نيروبي، حذّر لنشو باتي، الناطق باسم"جبهة تحرير أورومو"المتمردة في اثيوبيا، من ان الصومال قد يصبح"مقبرة"للاثيوبيين إذا تدخلوا ضد الإسلاميين الصوماليين. وقال ل"رويترز":"إذا لم ينسحب الاثيوبيون من الصومال، سيكون الشعب الصومالي أسداً جائعاً غاضباً وسيكون آخر ما يريدونه ان تستفزّهم اثيوبيا". وتابع في مقابلة بالهاتف:"سيكون الصومال مقبرة للنظام الاثيوبي". ونفى أن تكون جماعته تُقدّم مساعدة للإسلاميين، لكنه لفت إلى روابط تاريخية وجغرافية واجتماعية للأورومو مع الشعب الصومالي. وتقول جبهة الأورومو ومقرها في اقليم أورميا جنوب غربي اثيوبيا، إنها تقاتل الحكومات الاثيوبية المتعاقبة من أجل حقوق مواطني الإقليم من العام 1974. ويصف رئيس الوزراء الاثيوبي مليس زناوي الجبهة بأنها جماعة إرهابية. وتُشكّل أراضي الأورومو جزءاً كبيراً من اثيوبيا التي يقطنها نحو 30 مليون نسمة. وتخشى اثيوبيا قيام دولة إسلامية متشددة على حدودها في الصومال وطموحات إسلامية في مناطق جنوبها الشرقي الذي تقطنه اثنية صومالية في اقليم أوغادين.