سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قتلى "إثيوبيون" قرب بيداوة ... وأديس أبابا تتهم أسمرا بتشكيل جبهة في مقديشو ل "تدمير إثيوبيا" . الحكومة الصومالية تدعو رئيس البرلمان إلى مشاورتها قبل محادثاته مع الإسلاميين
طلبت الحكومة الصومالية الانتقالية من رئيس البرلمان شريف حسن شيخ عدن أن يعيد النظر في قراره الانتقال إلى مقديشو لإجراء محادثات سلام مع الميليشيات الإسلامية التي باتت تسيطر على معظم أراضي الصومال. وقال عدن إنه يريد السفر اليوم إلى العاصمة الصومالية للقاء قادة المجلس الأعلى ل"المحاكم الإسلامية"، وانه اتخذ قراره من دون التشاور مع الرئيس الانتقالي ورئيس حكومته، بعد ايام فقط من انهيار محادثات السلام مع الإسلاميين في الخرطوم. وقالت الحكومة الصومالية في بيان"إن الحكومة الانتقالية تحضّ رئيس البرلمان على أن لا يذهب إلى مقديشو قبل التشاور مع وفد الحكومة إلى محادثات الخرطوم". وتابعت:"الحكومة ستأتي إلى محادثات السلام وكل ما نريده هو أن نأخذ موقفاً موحداً". ويُعد شريف حسن شيخ عدن أبرز مسؤول في الإدارة الانتقالية في بيداوة يزور العاصمة منذ استيلاء الإسلاميين عليها من زعماء الحرب الذين تساندهم الولاياتالمتحدة في حزيران يونيو. وتقتصر سلطة الحكومة على بلدة بيداوة. وقال عضو البرلمان الصومالي اشا عبدالله:"سيجتمع رئيس البرلمان مع الإسلاميين غداً اليوم في محاولة لاستئناف المحادثات المتعثرة". ورحب ناطق باسم الإسلاميين بزيارة عدن المزمعة. وقال عبدالرحيم مودي:"رئيس البرلمان رجل سلام. فشلت آخر محادثات في الخرطوم بسبب عدم مشاركته، نحن نثق فيه لأنه محايد. نحن متفائلون جداً في شأن توسطه بيننا". وأصبح المقاتلون من الجانبين في مواجهة بعضهم البعض الآن على بعد 30 كيلومتراً فقط من الموقع الوحيد للحكومة في بيداوة. ويقول الإسلاميون إنهم يواجهون أيضاً الالوف من القوات الاثيوبية التي غزت البلاد لدعم الحكومة الهشة التي يساندها الغرب. وقال سكان ان إثنين من أفراد قوات الحكومة الانتقالية قُتلا وأربعة آخرين جرحوا في مكمن نصبه مسلحون لهم أمس قرب بيداوة 250 كلم شمال غربي مقديشو. وكان الجنود قادمين من قاعدة ماناس 30 كلم جنوب غربي بيداوة ومتوجهين الى بيداوة عندما تعرضوا للهجوم في قورونجيس التي تبعد ثمانية كيلومترات عن المدينة. وأكد ضابط في شرطة بيداوة الهجوم وقال ان الكمين نصبته"الميليشيا الاسلامية". لكن الشيخ مختار الربو، الرجل الثاني في"المحاكم"المكلف شؤون الأمن، قال إن الهجوم استهدف جنوداً إثيوبيين. وقال إن"الجهاد بدأ في محيط المناطق التي تنتشر فيها القوات الاثيوبية مثل بيداوة. إننا نشكر السكان المحليين الذين نصبوا كمينا للقوات الاثيوبية". واضاف ان"الهجوم نفذه سكان يدعمون المحاكم الشرعية"، موضحاً ان"اثيوبيين قتلوا وآخرين جرحوا". وقال خلال مؤتمر صحافي في جنوب مقديشو:"اينما يوجد الاثيوبيون فإنهم سيقتلون. اننا ندعو السكان المحليين البقاء بعيداً عن الاثيوبيين وإلا فإنهم سيتعرضون للقتل". من جهة ثانية، قال سكان إن جنوداً اثيوبيين فتشوا أحد أحياء بيداوة مساء الجمعة بحثا عن رجال دين على علاقة بالمحاكم الشرعية في مقديشو. وقالت مصادر إسلامية انها عززت صفوفها اليوم بنحو 700 جندي من الجيش الصومالي السابق. وقال مقاتل إسلامي رفض نشر اسمه:"وصل الجنود السابقون. إنه دعم قوي نظراً إلى خبرتهم في الحرب الأخيرة مع اثيوبيا في 1977". ويخشى محللون وقوع مواجهة شاملة بين حكومة الرئيس عبدالله يوسف والإسلاميين الذين يسطيرون على معظم جنوب البلاد تمتد عبر الحدود لتؤجج خلافات قديمة في منطقة القرن الافريقي المضطرب. وتصاعدت المخاوف الأربعاء مع تأجيل محادثات السلام في الخرطوم. لكن الزعيم الإسلامي البارز الشيخ حسن ضاهر عويس دعا إلى الصبر. وقال للصحافيين في مقديشو:"ليس ممكنا التوصل إلى اتفاق في اجتماع واحد. لم تفشل المحادثات في الخرطوم. يواجهون بعض المشاكل فحسب. نريد مراقبين دوليين محايدين للتحقق من الوجود الاثيوبي في الصومال". وفي أديس أبابا، اتهمت الحكومة الاثيوبية اريتريا بتنظيم"جبهة مشتركة"في الصومال تضم حركات اثيوبية انفصالية هدفها تدمير اثيوبيا. وجاء في بيان صادر عن وزارة الاعلام نشرته صحيفة"ذي اثيوبيان هيرالد"الحكومية ان"الحكومة الاريترية والمجموعات الراديكالية في مقديشو تنسق نشاط القوات المناهضة لاثيوبيا التي تتجمع حالياً في الصومال خصوصا جبهة تحرير اورومو وجبهة اوغادين للتحرير الوطني واعضاء في المجموعات الارهابية التي اتت من مناطق مختلفة في العالم". وأضاف البيان انه ليس لهذه المجموعات"اي مشروع ديني ولا رؤية سوى استخدام ما يسمى بالمحاكم الشرعية في الصومال كتغطية لمخططاتها التخريبية".