تشهد الاراضي الفلسطينية واسرائيل حركة ديبلوماسية ناشطة تتوج بزيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوند,ليزا رايس لكل من تل ابيب ورام الله اليوم وغدا. وزار مقر رئاسة السلطة في رام الله امس وزيرا الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي والالماني فرانك والتر شتاينماير ووزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية، اضافة الى وفد من لجنة الامن في الكونغرس. وتركزت لقاءات عباس مع الديبلوماسيين الغربيين على استكشاف سبل حل الازمة الناجمة عن خطف الجندي الاسرائيلي في غزة غلعاد شاليت وما تبعه من عدوان اسرائيلي واسع على قطاع غزة. وكشفت مصادر مقربة من عباس انه ابلغ زواره ان الفصائل الفلسطينية توافقت على وقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على اسرائيل، طالباً من حكومات بلادهم الضغط على الدولة العبرية لمقابلة ذلك بوقف عدوانها على غزة. واضافت ان عباس ابلغ مبعوثي هذه الدول ان خطوة وقف اطلاق الصواريخ هذه تشكل مقدمة لوقف اطلاق نار شامل في الاراضي الفلسطينية في مقابل وقف العمليات العسكرية الاسرائيلية. وصرح رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي ان الرئيس عباس يبذل جهودا كبيرة للحفاظ على التهدئة، وان حل قضية الجندي الاسرائيلي يأتي في رزمة واحدة. وافادت مصادر في"حماس"ان الحركة ابلغت عباس موافقتها على حل قضية الجندي ضمن صفقة امنية سياسية شاملة تتضمن انسحابا اسرائيليا من القطاع ووقفا متبادلاً لاطلاق النار، بما في ذلك وقف اطلاق الصواريخ من القطاع واجراء صفقة تبادل اسرى. واضافت ان"حماس"وافقت على تجزئة اطلاق الاسرى الفلسطينيين، بحيث يجري اطلاق الحالات الملحة من نساء وكبار في السن بالتزامن مع اطلاق الجندي، فيما يجري اطلاق البقية في وقت لاحق بتعهد الجانب المصري. وزادت ان الجانب الفلسطيني ينتظر ردود الجانب الاسرائيلي لاستكمال التقدم في الصفقة. وعقب لقائه الرئيس عباس، قال وزير الخارجية الفرنسي ان بلاده تدعو الى وقف التصعيد المتواصل، وانها ترى ان الطريق الى وقف هذا التصعيد تمر عبر اطلاق الاسير الاسرائيلي في مقابل اطلاق الوزراء والنواب الفلسطينيين المعتقلين في اسرائيل والانسحاب من غزة ووقف اطلاق النار ووقف اطلاق الصواريخ من غزة على الاراضي الاسرائيلية. واشار الى نيته زيارة اسرة الجندي الاسير، ودعا اسرائيل الى وقف عملياتها العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة المكتظ بالسكان، واصفا هذه العمليات بأنها بالغة الخطورة. كما اعلن تبرع الاتحاد الاوروبي بملغ 105 ملايين يورو للشعب الفلسطيني. ودعا الى الفصل بين القضيتين الفلسطينية واللبنانية في الأزمة الراهنة، وقال:"لا شك ان لدى العالم، خصوصا اسرائيل، مصلحة في وجود الرئيس عباس قوياً يقف على رأس سلطة قوية، وكذلك في رؤية رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة قوياً". من جانبه، اعرب وفد الكونغرس عن دعمه الرئيس الفلسطيني. وقال ناطق باسم الوفد ان الرئيس عباس يحظى بدعم الرئيس جورج بوش والكونغرس في سعية للتوصل الى حل سلمي مع اسرائيل. عرض اسرائيلي ونقلت وكالة"رويترز" عن فصائل فلسطينية قولها ان عباس أبلغها خلال اجتماع ان اسرائيل عرضت عليه، من خلال حكومة اجنبية، وقف الهجمات على غزة في مقابل وقف اطلاق الصواريخ من غزة. وقال احد قادة حركة الجهاد الاسلامي خضر حبيب الذي شارك في الاجتماع:"العرض الذي قدمه الرئيس تحدث عن استعداد اسرائيل لوقف عدوانها ضد الفلسطينيين في مقابل وقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة". وأضاف ان"العرض لم يتضمن قضية الجندي الاسير". واحجم الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف عن بحث اي مقترحات محددة، لكنه قال ان اي حل للازمة يجب ان يتضمن اعادة شاليت. واضاف:"الازمة في غزة بدأت بعدوان حماس على اسرائيل. هجمات صاروخية لا تعد على مجتمعات اسرائيلية ومقتل بعض العاملين في الخدمة، اضافة الى أخذ الجندي رهينة. حل الموقف في غزة يجب ان يتضمن كل هذه العناصر الاساسية".