يصعّد قراصنة الإنترنت هجماتهم على المؤسسات المالية حول العالم. وفي حزيران يونيو الماضي، استهدف القراصنة 171 بوابة إلكترونية تابعة لخدمات المصارف الإلكترونية. وعادة، يلجأ المجرمون على الإنترنت لما نسميه التلصص والسطو الإلكتروني، أي سرقة الهوية المصرفية من طريق إرسال بريد إلكتروني، يبدو في الوهلة الأولى كأنه مُرسل من المصرف، يستدرج العملاء إلى تزويده بالمعلومات المصرفية الشخصية الحساسة، مثل رقم بطاقة الائتمان، أو إفشاء كلمات السر لدخول الحسابات المصرفية من طريق الشبكة العنكبوتية. وتستهدف 50 في المئة من هذه الهجمات، بوابات المؤسسات المالية الإلكترونية في الولاياتالمتحدة. وتحتل ألمانيا المركز الثاني، بنسبة 14 في المئة. فيما تستأثر القرصنة الإلكترونية في كل من الصين والهند وفرنسا وبريطانيا، ب 2 الى 5 في المئة من إجمالي الجرائم، على المستوى العالمي. وتركزت نسبة 65 في المئة من عمليات السطو المصرفي الإلكتروني، خارج الولاياتالمتحدة، على الشركات المالية الأوروبية. وتعتبر بريطانيا الدولة الأوروبية الأكثر استهدافاً، حيث تورط حوالى 25 في المئة من المصارف هناك، من دون علم إداراتها، في إرسال الرسائل الزائفة المصممة والمفخخة بالفيروسات لتلبية أهداف ومقاصد قراصنة الإنترنت الإجرامية، عبر البريد الإلكتروني إلى ملايين العملاء. وفي أسبانيا، يعاني أكثر من ثُلث المصارف المحلية من ظاهرة التلصص والسطو الإلكتروني. فيما تتراجع هذه النسبة إلى 12 في المئة، في ألمانيا. ويختلف الوضع في إيطاليا، حيث ان واحداً في المئة فقط من المصارف المحلية، يعاني وطأة هذه الظاهرة. ويفسر ذلك بالاستخدام الأقل لخدمات المصارف عبر الشبكة العنكبوتية، مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى. وخارج القارة الأوروبية، تسجل أعلى النسب للمصارف التي تتعرض بصورة متواصلة لهجمات قراصنة الإنترنت في كندا 21 في المئة وأستراليا 9 في المئة ونيوزيلندا 6 في المئة.