يخشى المسؤولون الفلسطينيون من العزلة في مواجهة هجوم اسرائيلي واسع النطاق بعد ان استحوذت الحرب التي تشنها اسرائيل على لبنان بهدف شل قدرة"حزب الله"، على انظار المجتمع الدولي. واعلن الناطق باسم الحكومة الفلسطينية غازي حمد لوكالة"فرانس برس"ان"الاسرائيليين يركزون دائما اكثر على لبنان لكن اعتقد انهم اذا توصلوا الى حل في لبنان فانهم سيعودون لتكثيف عملياتهم العسكرية في قطاع غزة". ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الثلثاء في مجلس الوزراء المجتمع الدولي الى البحث عن حل شامل وعدم الاكتفاء"بحلول جزئية تمنح الاحتلال حرية العدوان والاستيلاء على الاراضي بقوة السلاح". واوضح حمد ان"رئيس الوزراء اعرب عن قلقه من ان تفعل اسرائيل الشيء نفسه في قطاع غزة بتدمير المباني والبنى التحتية وقتل المدنيين. انهم بدأوا في غزة لكن عملية لبنان اكثر كثافة واكثر تدميرا". وشنت اسرائيل في 28 حزيران يونيو عملية واسعة النطاق على قطاع غزة بعد ثلاثة ايام من قيام ثلاث مجموعات مسلحة باسر احد جنودها. واعلنت بعد ذلك حربا مفتوحة على"حزب الله"لاستعادة اثنين من جنودها اسرهم في الثاني عشر من تموز يوليو في هجوم داخل اسرائيل. واسفر الهجوم الاسرائيلي عن سقوط مئة قتيل خلال اربعة اسابيع في قطاع غزة في حين خلف اكثر من 330 قتيلا في لبنان خلال عشرة ايام. وقال الناطق باسم الحكومة:"نعتبر ان اسرائيل حصلت على ضوء اخضر من المجتمع الدولي والولايات المتحدة سواء ضمنا او صراحة. بامكان الاسرائيليين ان يفعلوا ما يريدون الان"، مؤكدا ان"ذلك قد يزيد في تفاقم الازمة في قطاع غزة". وشدد على ان"المساعي الديبلوماسية تركز على لبنان واعتقد ان غزة باتت طي النسيان". واكد النائب المستقل زياد ابو عمرو الذي كان في الماضي وسيطا بين حركة المقاومة الاسلامية حماس وحركة"فتح"التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوكالة"فرانس برس"ان"هذا القلق وارد". واضاف ان"ثمة جهودا جماعية فلسطينية بين الرئيس ورئيس الوزراء ومختلف الفصائل لمنع اسرائيل من تبرير هجوم على"حماس"في حملة مشابهة للتي تشنها على حزب الله في لبنان". وشارك هنية وعباس مساء الاربعاء في غزة في اجتماع اللجنة العليا للقوى الوطنية والاسلامية التي تضم كافة الفصائل الفلسطينية لتحديد استراتيجية مشتركة للخروج من الازمة. وقبل ذلك استقبل محمود عباس الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا غداة زيارة وفد من الاممالمتحدة. واعلن نبيل ابو ردينة الناطق باسم الرئيس الفلسطيني ان محمود عباس شدد لمحاوريه على ضرورة"وقف العدوان الاسرائيلي"كشرط للبحث عن اي حل. لكن مطلب كافة الفصائل الفلسطينية مبادلة الجندي الاسرائيلي الاسير بمعتقلين فلسطينيين في السجون الاسرائيلية يلقى رفض اسرائيل ومطالبتها بالافراج عن جنديها الاسير بدون شرط. واكد غازي حمد:"اننا نبذل كل ما في وسعنا من اجل تسوية هذه المشكلة سريعا تفاديا لعدوان عسكري اسرائيلي واسع"، معترفا بان المفاوضات تقتصر على بعض"الاتصالات". من جانب اخر لم يعرب الاتحاد الاوروبي، الجهة الدولية الرئيسية المانحة للفلسطينيين، عن امل كبير في التوصل الى حل شامل. واعلن سولانا في غزة ان"الوضع في غزة والوضع في لبنان منفصلان ومختلفان ولا يجب الخلط بينهما".