عادت الحياة الى مجراها تدريجاً الى جزيرة جاوا الاندونيسية أمس، بعد خمسة أيام من كارثة أمواج المد العاتية"تسونامي"التي ضربت سواحلها اثر وقوع زلزال بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر في عمق البحر، وأسفرت عن مقتل 659 شخصاً بحسب حصيلة جديدة وجرح 978 آخرين على الأقل، فيما لا يزال 329 شخصاً في عداد المفقودين. وأشارت السلطات الى مقتل خمسة أجانب، هم: هولندي وسويدي وباكستاني وسعوديان اثنان, وجرح هولنديين وياباني ونمسوي وثلاثة سعوديين وفرنسيين، علماً ان لائحة المفقودين تضم فرنسياً أيضاً. وفتحت نحو سبعين في المئة من المحلات، فيما دعا وجدي بن عمري الناطق باسم مقاطعة سياميس التي تضم بانغانداران، الأكثر تضرراً بكارثة"تسونامي"، السكان الذين لم تدمر منازلهم الى العودة إليها،"كي نستطيع التركيز على المنكوبين"، علماً ان آلاف السكان لا يزالون يمكثون في التلال حيث اختبؤا خوفاً من الأمواج. واجتمع المجلس البلدي أول من أمس، وقرر إطلاق عمليات تنظيف الركام المنتشر على الشواطئ، فيما يستمر رجال الإنقاذ في البحث عن جثث والذي يتوقع ان يتواصل على مدى أسبوعين. في غضون ذلك، تزايدت المخاوف من انتشار الأمراض في المناطق المنكوبة، في ظل تجمع آلاف السكان في مخيمات في العراء في طقس حار ومن دون مياه نقية. وقال رستم باكايا، رئيس مركز إدارة الأزمات في وزارة الصحة الاندونيسية، ان"السلطات تلقت تقارير عن تفشي أمراض الجهاز التنفسي، لكنها غير خطرة بسبب الطقس الحار وعيش السكان في منطقة مفتوحة"، وزاد:"وفرت السلطات لقاحات واقية من الحصبة والتيتانوس والكوليرا للناجين منذ اليوم الأول". وتعمل شبكة الإغاثة في اندونيسيا التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة على قدم وساق بسبب الكوارث المتتالية. وأدت أمواج المد عام 2004 الى مقتل 230 ألفاً في أنحاء منطقة المحيط الهندي غالبيتهم في اقليم اتشيه الاندونيسي. ولا يزال العمل مستمراً في موقع زلزال يوجياكارتا الذي تعرضت له البلاد في أيار مايو الماضي، وقتل فيه خمسة آلاف شخص، في وقت تتواصل جهود إعادة الاعمار في إقليم اتشيه.