سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأردن يدعو إلى فتح المجال للجهود السياسية ... ومصر تشدد على ضرورة تنفيذ ال 1559 : دوست بلازي يحذر من "تدمير الدولة اللبنانية" ويطالب بوقف فوري لإطلاق النار
شدد وزير الخارجية الفرنسي دوست بلازي أمس، على"أهمية العمل لتوفير الظروف لوقف فوري لإطلاق النار"في لبنان، محذراً من أن استمرار القتال هو"بمثابة تدمير للدولة اللبنانية". واعتبر في أعقاب لقائه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في القاهرة أمس أن"الوضع بالغ الخطورة"، خصوصاً أن"دائرة العنف لن تؤدي إلى حل دائم، والحوار السياسي وحده قد يفضي إلى حلول دائمة". ودعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى"فتح المجال أمام الجهود الديبلوماسية والسياسية لاحتواء الأزمة". وقال بلازي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أبو الغيط:"لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي لأن هذا وضع مستحيل لا يمكن تبريره، وعلينا العمل في سرعة". وأضاف أن تبادل الأسرى قد يكون بين"الإجراءات التي يمكن اتخاذها في الفترة المقبلة"، لكن"قبل كل شيء ينبغي أن نعمل للحصول على وقف لإطلاق النار، سواء في إطار العمل لدى الأممالمتحدة أو الاتحاد الأوروبي للحفاظ على سلامة لبنان". وطالب بتوفير"ممرات آمنة لمواجهة هذا الموقف الخطير الذي يعد تدميراً للدولة اللبنانية"، مؤكداً أن"فرنسا تعتبر أن استقلال وسيادة لبنان لهما أولوية قصوى". وشدد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 1559"لأنه من دون تنفيذه لا يمكن تحقيق سلام دائم في لبنان وحل هذا الصراع". وأشار إلى أن فرنسا دانت إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية"لكننا قلنا لإسرائيل إنه لا ينبغي أن يكون الرد غير متكافئ، وأن تصاعد العنف لا يمكن أن يؤدي إلى حل دائم وهو أمر خطير للجميع. الحوار السياسي وحده يمكن أن يؤدي بنا إلى هذا الحل الدائم". وأكد بلازي الذي التقى أيضاً الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في الإسكندرية، أن بلاده تؤيد اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان نشر قوات دولية لحفظ الاستقرار على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، مؤكداً أن"فرنسا ستدافع في نيويورك وروما عن مقترحات نشر قوات دولية ونزع سلاح حزب الله. لكن ذلك لا يمكن أن يتم إلا بعد وقف إطلاق النار". ولفت إلى أن"فرنسا تعمل مع الأصدقاء الأميركيين لإخراج لبنان من هذا الوضع. والحل يمكن أن يبدأ بوقف لإطلاق النار". وقال أبو الغيط، من جهته، إن"نظرة مصر وفرنسا للوضع في لبنان واحدة، وتتلخص في أننا نحتاج إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن". وشدد على رفض القاهرة"تصور بقاء الموقف على ما هو عليه من تحطيم للبنية التحتية اللبنانية وعمليات التدمير للمصالح والمنشآت الاقتصادية، كما لا نتصور استمرار إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية". وأضاف:"يجب أن ينتهي هذا الوضع بشكل عاجل بإعلان وقف إطلاق النار". وتابع أبو الغيط الذي التقى أيضاً نظيره الالماني فرانك - فالتر شتاينماير:"بصرف النظر عن الوضع السابق وعمن أطلق الأزمة، فإن ما نشهده الآن هو تحطيم دولة عربية وقتل سكانها، وهذا أمر مرفوض يجب أن يتوقف من خلال السعي إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف العمليات العسكرية. وهذا لن يتأتى إلا من خلال مجلس الأمن وتحرك المجتمع الدولي، أي أن وقف إطلاق النار يقوم على إجراءات ومتطلبات لتحقيق الاستقرار". وأشار إلى الاتفاق على"إجراءات مصرية - فرنسية ستنفذ خلال الأيام المقبلة، وتتضمن خطوات منها دفع الجيش اللبناني إلى الجنوب، وربما نشر قوات حفظ سلام أو توسيع القوة الحالية للعمل على الحدود، ومناقشة مسألة الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، وتبادل الأسرى وليس فقط تسليم الجنديين الإسرائيليين، ومشاورات لبنانية داخلية لتأمين اتفاق الطائف وتنفيذ القرار 1559 الملزم للجميع، وبين بنوده إنهاء عمل الميليشيات". وفي عمان، دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى"وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء العدوان والتصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان، باعتباره السبيل الوحيد لوقف معاناة الشعب اللبناني". وطالب عقب استقباله بلازي ب"فتح المجال أمام الجهود الديبلوماسية والسياسية لاحتواء الأزمة التي تعصف بالمنطقة". واعتبر أن"الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار سيؤدي إلى نزع فتيل الأزمة وعدم تفاقم الأوضاع". واتفق العاهل الاردني والوزير الفرنسي على أهمية"دعم الحكومة اللبنانية وتعزيز قدراتها للحفاظ على وحدة لبنان وسيادته". ودعيا إلى"ضرورة اعتماد لغة الحوار والمنطق سبيلاً للخروج من الوضع المتدهور وإعادة الهدوء والأمن إلى لبنان والمنطقة". وأعرب الملك عبدالله الثاني عن قلقه العميق من"استمرار المواجهات التي تزيد الوضع الإنساني المتدهور في لبنان تعقيداً وتؤدي إلى وقوع مزيد من الضحايا الأبرياء وتدمير المنشآت والبنية التحتية اللبنانية". وشدد على"أهمية استمرار تدفق المساعدات والإمدادات الإنسانية العربية والدولية إلى لبنان في هذه الظروف الصعبة"، مشيراً إلى أن"الأردن بدأ حملة مساعدات عاجلة وشاملة للشعب اللبناني". وأعرب عن"استعداد الأردن لاستقبال المساعدات العربية والدولية والتعاون في إيصالها إلى لبنان". وجدد إعلانه"وقوف الأردن الكامل إلى جانب لبنان"، مشيراً إلى أن"المملكة تضع إمكانياتها كافة لمساعدة الشعب اللبناني على تجاوز المعاناة التي يواجهها".