أعلن وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي بعيد وصوله الى لبنان في اطار جولة في الشرق من أجل التوصل الى حل دائم للنزاع، أن"ما يجري من اتصالات يرمي الى ارساء قواعد تظهر في مشروع قرار دولي نأمل بأن يكون جاهزاً في اقرب وقت"، واجتمع دوست بلازي الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة في حضور عدد من الوزراء. واستهل دوست بلازي زيارته بلقاء نظيره اللبناني فوزي صلوخ الذي صرح بعدها بأنه اطلع الوزير الفرنسي على استهداف العمليات العسكرية المدنيين الأبرياء والمنشآت المدنية التي بناها اللبنانيون بعرق الجبين"، مشدداً على الوقف الفوري لإطلاق النار، وأمل من مجلس الأمن أن يتوصل الى وقف النار في اقرب وقت عن ان يتم التداول سلمياً بعد ذلك ببقية المواضيع. وأكد ان لبنان يتعرض لعدوان ينتهك القوانين الدولية. كما أمل صلوخ من فرنسا أن تعمل في اتجاه الوقف الفوري للعدوان مؤكداً تقدير موقفها لا سيما دعوتها الى ممر انساني آمن في انتظار وقف النار. وسأل:"هل نسمح أن يتم ضرب النموذج الذي يمثله لبنان من رسالة تعايش وديموقراطية ومحبة وتتيح المجال للقوة والبطش والغطرسة أن تحل مكان الحوار والاعتدال والاستقرار؟". وقال دوست بلازي:"الحالة تدهورت في شكل ملحوظ، والملح الآن هو مساعدة المدنيين ضحايا هذه المواجهات، لذلك اقمنا جسراً انسانياً جوياً وبحرياً بطلب من رئيس الجمهورية جاك شيراك، وانطلقت الطائرات من فرنسا خلال ال 24 ساعة الأخيرة والسفينة الأولى ستصل اليوم. وفي الوقت نفسه نطالب بممر إنساني وتحادثت في شأنه أمس مع الجانب الإسرائيلي". أضاف:"نحن نعتقد بأن دورة العنف لا يمكن ان تؤدي إلا الى الكارثة أينما كان في العالم. شجبنا أعمال"حزب الله"وذلك الرد غير المتناسب لإسرائيل. ونعتقد كما عبر عن ذلك الأمين العام للأمم المتحدة بأن هذا العنف غير منتج، ونحن نعتقد أكثر من أي وقت، بأنه فقط بالمفاوضات السياسية وبمسار سياسي يمكن التوصل الى حل دائم لهذا النزاع". وجدد تأكيد دعم فرنسا للحكومة اللبنانية ولرئيسها. وقال:"نحن نتمنى التطبيق الكامل للقرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن ونتمنى للدولة اللبنانية التي نؤمن بها الا تتعرض سيادتها للانتهاك، وأدنّا قصف ثكنات الجيش اللبناني لأن سيادة الدولة اللبنانية هي أولوية بالنسبة إلينا". وأوضح انه يزور بيروت ليطلع على موقف الحكومة من هذا النزاع وتحليلها للحالة السائدة ونحن ندعم الاقتراحات التي أعلنها الأمين العام للأمم المتحدة أمس في تقريره، وقدمنا اقتراحات، وعلينا أن نقدم في أسرع وقت ممكن قراراً جوهرياً. وطالبنا كما الأمين العام للأمم المتحدة، بوقف الأعمال العدائية وتوفير شروط دائمة للأزمة الحالية من أجل التوصل الى وقف إطلاق النار من الجانبين". سئل: هل تحمل مبادرة لحل هذه الازمة وفرض وقف اطلاق النار، وهل هناك ضمانات من اسرائيل لتأمين الممر الانساني؟ أجاب:"نحن نعمل على حلول تؤدي الى وقف اطلاق النار". وعما اذا كان يعتقد بأن طلب السنيورة وقف النار مستحيلاً، أجاب:"من المهم جداً أن يتأمن وقف اطلاق النار من الطرفين. نحن نؤيد ما طالب به الأمين العام للأمم المتحدة بوقف فوري للأعمال العدائية ونعتقد بأن ابتداء من اللحظة التي تبدأ فيها مثل هذه الهدنة، هذا الوقف للعنف، يحين وقت بدء المفاوضات السياسية". وأشار الى أن طائرة مساعدات حطت في قبرص وستنقل حمولتها باخرة الى بيروت اليوم وان طائرة ثانية تحمل أدوية للاطفال ومولدات كهرباء ووجبات طعام انطلقت أول من أمس. وقال إن"التقديرات المطلوبة للخدمات الإنسانية أصبحت محددة وواضحة من اليونسيف وبرنامج الأممالمتحدة للإنماء ومن الجيش الفرنسي وهناك فرقاطة وصلت الى بيروت وحاملة الطائرات"ميسترال"متوقع وصولها بعد أن اقلعت في الثامن عشر من الشهر الجاري وتحمل على متنها مستشفى كاملاً وستنقل 4000 من الرعايا الفرنسيين المدنيين". وأشار الى"أن باخرتين ستصلان الى بيروت الأحد المقبل الأولى على متنها 4 طوافات ومستشفيات لإجراء العمليات الجراحية، والثانية تحمل على متنها 3 طوافات". وعن سبب عدم التقائه ب"حزب الله"أجاب:"في العمل الديبلوماسي من الضروري الاستماع الى جميع الاطراف". وقال إن"من المهم أن يكون هناك قوة دولية تقوم بمهمة دولية للمراقبة والأمن لنشرها في الجنوب على الحدود الدولية الاسرائيلية ? اللبنانية". وعقب صلوخ في ختام كلمة نظيره الفرنسي قائلاً:"كان لبنان وحكومته قطعا شوطاً كبيراً في تحقيق القرار 1559 والموضوع الأخير المطروح أمام لجنة الحوار الوطني، في ما يتعلق بأسلحة حزب الله كانوا بدأوا بدرسه، وهناك جلسة في 25 من هذا الشهر لاستكماله". وقال صلوخ إنه"يرجو ألا يؤثر هذا العدوان في لجنة الحوار ويريدون الجيش أن ينتشر على الحدود وفي الوقت نفسه يقصفونه، فأي جيش يريدونه أن ينتشر، جيش ضعيف منهك يكون بوليس اشارة". وقال صلوخ أن الخطة التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة"لا بد من أن تدرس من قبل الحكومة اللبنانية وتجيب عليها".