يتجه الحكم في السودان الى ازمة داخلية بفعل انقسام على الموقف من القوات الدولية في اقليم دارفور، بين الشريكين حزب المؤتمر الوطني و"الحركة الشعبية لتحرير السودان". وأعلنت الاخيرة رسمياً امس قبولها إرسال قوات دولية الى الاقليم المضطرب غرب البلاد، وكررت وصفها لموقف الرئيس عمر البشير الرافض التدخل الأجنبي بأنه يمثل حزبه، ورفضت اقتراحه المشاركة في قوات مع الجيش الحكومي لتكون بديلاً للقوات الدولية، فيما تمسك"المؤتمر الوطني"بموقفه وانتقد حلفاءه في شدة وهدد باستخدام غالبيته في مجلس الوزراء والبرلمان لتمرير قراراته. وعُلم ان قيادات"الحركة الشعبية"برئاسة النائب الأول للرئيس رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت عقدت امس اجتماعاً طارئاً في جوبا، عاصمة الجنوب، لمناقشة التطورات التي أدت الى تناقضات وخلافات داخل الحكومة الاتحادية. وأعلن سلفاكير في مؤتمر صحافي في جوبا مساء الجمعة، عقب محادثات مع المبعوث الدولي الى السودان يان برونك، ان الحركة، كشريك في الحكومة لم ترفض نشر قوات دولية في دارفور، وانها أبلغت هذا الموقف إلى حزب المؤتمر الوطني منذ فترة. واوضح ان حركته لا ترى وجاهة في المنطق الرافض لنشر هذه القوات، في الوقت الذي قبل طرفا الحكم بمثل هذه القوات بموجب اتفاق السلام الشامل في الجنوب ومناطق أخرى من البلاد. واعتبر سلفاكير ان القوات التي ستنشر في دارفور ستضطلع بالمهمات ذاتها التي تقوم بها مثيلتها في الجنوب. ورفض نائب الأمين العام ل"الحركة الشعبية"ياسر عرمان فكرة إرسال قوات مشتركة من الجيش السوداني و"الجيش الشعبي"، الذراع العسكرية للحركة، الى دارفور. وقال:"القوات المشتركة ليست بديلاً للقوات الأممية". وشن عرمان هجوماً عنيفاً على شريك حركته في الحكم حزب المؤتمر الوطني، متهماً إياه بالاستمرار في طريقة الحكم قبل اتفاق السلام في الجنوب. وقال:"الحركة لم تستشر لا في الموقف الأخير من القوات الدولية ولا في ما يتعلق بإرسال القوات المشتركة الى دارفور". ورفض عرمان تصريحات مساعد الرئيس ونائبه في حزب"المؤتمر الوطني"الدكتور نافع علي نافع والتي انتقد فيها وزير شؤون مجلس الوزراء دينق الور. وطالب عرمان ب"التعامل باحترام عند الحديث مع وزراء الحركة... ولسنا تلاميذ لدى أي مدرسة سياسية". وكان نافع وصف حديث دينق الور بأنه"خاطئ وغير مسؤول ويفتقد الى الانضباط الوظيفي". في موازاة ذلك، جدد مستشار الرئيس الدكتور مجذوب الخليفة أحمد التمسك برفض أي تدخل دولي في دارفور. وقال في رد على موقف"الحركة الشعبية":"سنحتكم الى المؤسسات لا الى التصريحات"، مؤكدا"ان مجلس الوزراء والبرلمان يرفضان تحويل مهمات القوات الافريقية في دارفور الى الأممالمتحدة". واضاف، موجهاً انتقادات مبطنة الى"الحركة الشعبية":"لا مجال للحديث عن آراء منفلتة لا تحترم نفسها". وقلل من التحالف الذي أعلنه رافضو اتفاق السلام في دارفور تحت مسمى"جبهة الخلاص الوطني"، واعتبره ولد ميتاً. واضاف ان القوات الحكومية وقوات"حركة تحرير السودان"بزعامة مني اركو مناوي تسيطر سيطرة كاملة على دارفور. وتابع:"لم تطلق رصاصة واحدة في دارفور منذ توقيع أبوجا قبل نحو شهرين".