حمل مسؤول سوداني رفيع المستوى أمس في شدة على الاتحاد الأفريقي وطالبه بالرحيل من دارفور اذا عجز عن أداء مهماته، مؤكداً أن حكومته لن تسمح له بأن يتحول الى"حصان طروادة"وجسر متقدم لاحتلال الإقليم، ودعا الأممالمتحدة الى دعم سلام دارفور"بلا قوات أو لعب دور عسكري". وقال المسؤول في لقاء مع مجموعة محدودة من الصحافيين حضرته"الحياة"، إن موقف الرئيس عمر البشير لن يتغير في قمة الاتحاد الأفريقي في غامبيا بعد أيام ولن يتراجع عنه رضوخاً للضغوط أو التهديدات. لكنه جدد حرص حكومته على عدم الدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي. وقال إن الحكومة قادرة على حفظ الأمن والسلام، مشيراً إلى أن الاتحاد الأفريقي ليس له صلاحية تحويل مهماته الى جهة أخرى إذا رغب في التخلي عنها أو إنهائها. غير أن قيادياً بارزاً في"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، الشريك الثاني في الحكم، رفض تعميم موقف الرئيس عمر البشير الرافض للقوات الدولية ليكون موقفاً عاماً للحكومة. واعتبر وزير رئاسة مجلس الوزراء دينق ألور موقف البشير لا يمثل حكومة الوحدة الوطنية، مشيراً بوضوح الى أن"الحركة الشعبية"لا ترفض القوات الدولية. وقال ألور أمس إن ما أعلنه الرئيس البشير في هذا الصدد موقف يمثل حزب المؤتمر الوطني الذي يرأسه فقط. وأضاف:"هذا الموقف لم يطرح في مجلس الوزراء ولم تجرِ مناقشته داخل الحكومة". وقال إنه لم تجر اي مشاورات بين الأحزاب المكونة للحكومة في شأن الموقف من القوات الدولية. وأعلن ألور إنه أجاب الأسبوع الماضي على استفسارات وفد بعثة التقويم المشتركة من الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة حول تصريحات الرئيس. وأضاف:"قلت لهم ان الموقف الرافض للقوات الدولية يمثل المؤتمر الوطني وليس الحكومة ولا الحركة الشعبية". وتابع:"الحركة لا ترفض القوات الدولية من أجل مراقبة سلام دارفور". وأعربت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا نكوسازانا زوما عن رغبة الاتحاد الأفريقي في سحب قواته لحفظ السلام في دارفور نهاية أيلول سبتمبر المقبل، لتحل محلها قوة تابعة للأمم المتحدة. وقالت الوزيرة في ختام اجتماع مجلس السلام والأمن في الإتحاد الأفريقي في العاصمة الغامبية ليل الثلثاء - الأربعاء تمهيداً لقمة الاتحاد في الأول والثاني من الشهر المقبل، إن القوات الأفريقية ستبقى في دارفور إذا حصلت تطورات في إطار المحادثات بين السودان الذي يعارض نشر قوة دولية على أراضيه والأممالمتحدة. وبالتزامن مع ذلك أكد مفوض السلام والأمن في الاتحاد الأفريقي سعيد جينيت أن المجلس"سيكون مستعداً"لتمديد مهمة الاتحاد الأفريقي في دارفور،"إذا حصل اتفاق بين السودان والأممالمتحدة"على إرسال قوة دولية إلى الإقليم. كما أوصى رئيس عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة جان ماري غيهينو أن تكون القوة التي من المحتمل أن ترسلها الأممالمتحدة الى دارفور بحجم فرقة أي من 17 ألف رجل. وأعرب عن أمله في ان يبدأ نشرها مطلع كانون الثاني يناير 2007. وقال في إفادة لمجلس الامن في شأن مهمته أخيراً لتقويم الوضع العسكري في دارفور، وزعتها البعثة الأممية في الخرطوم أمس، إنه على رغم أن الرئيس عمر البشير رفض قوة الأممالمتحدة فإن المنظمة الدولية قد تصبح قادرة على كسب موطىء قدم في دارفور من خلال تعزيز عملية المراقبة التي يقوم بها الإتحاد الأفريقي ويشارك فيها بقوة قوامها سبعة الاف جندي. وفي الشأن ذاته قلل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان من رفض الرئيس البشير نشر قوات دولية في دارفور. وقال للصحافيين:"في عالم السياسة كلمات مثل أبداً وإلى الأبد لا وجود لها".