حذرت الرياض أمس من مغبة المناورات السياسية الآنية التي تخدم المصالح الذاتية، في ظل الوضع الدقيق الذي تعيشه المنطقة، وشددت الحكومة السعودية خلال جلستها الأسبوعية أمس، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على أن هذا الوضع"يتطلب من الكل إدراك أن أمن واستقرار ومستقبل المنطقة هو مصلحة الجميع"، معتبرة أن"المناورات السياسية ... لا تفيد أحداً". في هذه الأثناء، عقد الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس اليمني علي عبدالله صالح جلسة محادثات رسمية، في حضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، تركزت على قضايا فلسطين والعراق والصومال، إضافة إلى جملة من الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية على مستوى العلاقة الثنائية بين الرياض وصنعاء، وإقليمياً ودولياً. وتأتي زيارة الرئيس اليمني التي استغرقت بضع ساعات إلى جدة، بعد أسابيع من لقائه ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز في مدينة المكلا اليمنية، حيث شهدا التوقيع النهائي على خرائط ترسيم الحدود الدولية بين بلديهما، بحسب ما قضت به المادة الثالثة من معاهدة جدة التاريخية الموقعة في حزيران يونيو 2000. وكان خادم الحرمين الشريفين وولي عهده في مقدم مستقبلي الرئيس علي صالح لدى وصوله عصراً إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي، حيث أقلته الطائرة من العاصمة الرياض، بعد زيارة خاصة لرئيس مجلس النواب اليمني الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، الذي يرقد في مستشفى الملك فيصل التخصصي متلقياً العلاج. والشيخ الأحمر يواصل برنامجاً علاجياً مطولاً في العاصمة السعودية منذ شهور، يخضع لرقابة طبية دقيقة، ولم تتح له فرصة العودة إلى بلاده سوى أيام معدودة الشهر الماضي. وبالعودة إلى مجلس الوزراء السعودي، أوضح وزير الثقافة والإعلام إياد بن أمين مدني في بيان مجلس الوزراء الأسبوعي، أن المجلس عرض الوضع على الساحة الفلسطينية، وأكد"أن المصلحة الوطنية الفلسطينية تقتضي وحدة القرار الفلسطيني وبقاءه في أيد فلسطينية، وتتطلب التمسك بالمنهج الذي يؤدي إلى حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الوطنية المشروعة، وتطبيق الشرعية الدولية وتحرير القدس، وعدم إتاحة الفرصة أمام السياسة الإسرائيلية التي ترمي إلى فرض الهيمنة الإسرائيلية، وفرض الأمر الواقع والحلول من طرف واحد".