أربعة أعوام مضت على عملية السور الواقي التي اجتاحت خلالها دبابات حكومة شارون مدن الضفة الفلسطينية، وكان لمدينة نابلس ومخيماتها نصيب كبير من القمع والقتل والتدمير والحصار ذاقت خلالها الأمرين ولا تزال مستمرة. فكل يوم تطالعنا الأخبار بنبأ اقتحام الآليات العسكرية والدبابات والجرافات الإسرائيلية لمخيم بلاطة ومدينة نابلس، أو اقتحام المنطقة الشرقية والغربية من نابلس ومخيم عسكر أو مخيم العين وربما يكون الاقتحام مجتمعاً للمدينة والمخيمات. المشهد اليومي قتل ودمار واقتحام واعتقالات شبه يومية، وخلفت عملية السور الواقي عدداً كبيراً من الشهداء ربما يكون الأكبر من حيث العدد من بين محافظات الضفة الفلسطينية ما يقارب ال70 شهيداً، إضافة إلى آلاف الجرحى والمعتقلين.وامتدت المواجهات التي بدأت من مخيم بلاطة لتشمل أحياء المدينة كلها ولتتركز في البلدة القديمة حيث امتدت من بيت إلى بيت، وهدمت خلالها الجرافات الإسرائيلية مباني ومحلات تجارية وبيوتاً، وقصفت الطائرات الحربية الصواريخ والقذائف والدبابات المقاتلة. وصلت الإجراءات الإسرائيلية ضد مدينة نابلس موصلها، وبلغت ذروتها عندما امتدت العدوانية لتطول التراث الإنساني لنابلس القديمة المدينة التاريخية ولتهدم وتدمر التراث الإنساني ولتقف على حافة شطب التاريخ والماضي وتهديد المستقبل، وتقتل الحجر إضافة الى قتل الإنسان بالحصار أولاً وبالرصاص وبالإجراءات وصولاً إلى قتل لقمة العيش والاقتصاد المحاصر المدمر للعاصمة الاقتصادية المخنوقة، التي عانت بصمت وتعاني في شكل أكبر، على رغم المحاولات والمبادرات للخروج من الوضع والأزمة والحصار المشدد او وضع حد لمستوى الخسائر اليومية. تستحق منا محافظة نابلس بمخيماتها وقراها ومدينتها باعثة الانتفاضة الأولى وان لم يعترف لها أحد بذلك وخلت المواقع الاعلامية الفلسطينية والرسمية من تلك الحقيقة جهداً تنموياً حقيقياً يبدأ بإعادة الروح الثقافية والاجتماعية والاقتصادية إلى هذه المحافظة المنكوبة بعد إن هجرتها لأعوام خلت لتعود هذه المحافظة عاصمة للاقتصاد بتراثها ونضالها وعطائها نموذجاً مميزاً لفلسطين. وقبل ذلك فإن من حق نابلس أن تحظى بالدعم اللازم والأولوية لمواجهة الأزمة والخروج من النكبة التي تعرضت لها على مدار أعوام الاحتلال والانتفاضة، وترجمة الإعلان إجراءات عملية تساهم في دعم صمود هذه المحافظة ومقاومتها، ومطلوب ترجمة الوعود إلى إجراءات ومواقف عملية لرفع الظلم عنها كي تلتقط أنفاسها من جديد، ولتجدد حضورها ودورها وتتغلب على الحصار الخانق الكبير ... أهل نابلس عاتبون على الجميع عاتبون على الصحافة والفضائيات والحكومة والمجلس التشريعي، وعلى أبناء نابلس في الشتات. ولكن العتاب لا يفيد في شيء لأن المهم ان يبادر أهل المحافظة ليكسروا الحصار، ويرفعوا أصواتهم مطالبين بحقوقهم، وبدورهم، وبرفع الظلم عنهم. ولا بد من جهد مخلص منظم مشترك خلاّق يساهم في صد الحملة العسكرية الإسرائيلية، والتخفيف عن المواطنين الذين يعيشون ظروفاً اقتصادية ونفسية صعبة. أحمد حنون - بريد الكتروني