عرضت القوات الاميركية في مؤتمر صحافي عقدته في مقر قيادتها أمس في بغداد صورة كبيرة قالت انها جثة زعيم تنظيم"القاعدة"في العراق أبي مصعب الزرقاوي بدت منتفخة تعلوها الكثير من الكدمات، واعلن رئيس الوزراء العراقي في مؤتمر صحافي مقتل الزرقاوي بعملية نوعية متعهداً ب"محاربة الارهابيين حتى آخر المشوار". فيما ذكر عدنان الكاظمي، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، ان"المكافأة المرصودة لرأس الزرقاوي، والبالغة 25 مليون دولار، ستعطى للشخص الذي قدم المعلومة للاجهزة الامنية"مشيراً الى انه"عراقي من اهالي المنطقة". وعرض الناطق باسم القوات الاميركية الميجر جنرال بيل كولدويل شريط فيديو للغارة التي شنتها القوات المتعددة الجنسية الساعة 6.15 بتوقيت بغداد مساء الأربعاء على منزل في قرية هبهب 8 كلم شمال بعقوبة اظهر مقاتلتين من طراز"اف-16"أسقطتا قنبلتين زنة كل منهما 500 رطل على الموقع الذي قتل فيه الزرقاوي. وأضاف ان قوات من الشرطة العراقية توجهت الى الموقع بعد انتهاء الغارة مباشرة ثم تبعتها القوات المتعددة الجنسية لمسح الموقع فعثرت على 6 جثث بينها جثة الزرقاوي التي عزلت وأخذت الى منطقة آمنة حيث تم التأكد من بصماته ووجهه وبعض الندبات الموجودة على جسمه. ولفت كولدويل الى ان"التأكد من مقتل الزرقاوي تأكد صباح اليوم امس". وذكر الناطق الاميركي ان القوات الاميركية بحاجة الى المزيد من الوقت للتحقق من هويات بقية الجثث، وبينها جثة امرأة. ولفت الى"دول اخرى وفرت لنا المعلومات والدعم، وليس من المناسب الحديث عن هذا الموضوع في الوقت الراهن"، مشيراً الى ان"الاردن شريك وصديق مهم للعراقيين وللأميركيين في حربهم على الإرهاب"رافضاً الكشف عن الدور الذي لعبه الاردن في هذه العملية. وأوضح ان"الغارة أسفرت عن حصول القوات الاميركية على بعض المعلومات الغنية التي ادت الى القيام ب17 غارة على مناطق اخرى، كما حددنا مواقع اخرى لم تكن معروفة"واضاف ان"الضربة لم تحدث في 24 ساعة بل كانت عملية مخططاً لها منذ أسابيع ادت في النهاية الى تحديد موقع الهدف". وتابع:"والآن، وبعد الانتهاء من الزرقاوي سنلاحق مواقع اخرى". وبعدما شدد كولدويل على ان القوات الاميركية متأكدة من ان القتيل هو الزرقاوي، لفت الى انها ستحلل الحامض النووي للتأكد من هوية الزرقاوي بدقة، مشيراً الى ان الإعلان عن النتيجة يتطلب 48 ساعة. وأوضح ان"ابو عبدالرحمن العراقي"، المستشار الروحي للزرقاوي، كان موجوداً في الموقع نفسه، مشيراً الى ان"احد أعضاء شبكة الزرقاوي المتعاونين مع القوات الاميركية جذب انتباه القوات الاميركية الى عبدالرحمن الذي نعرف أهميته بالنسبة الى الزرقاوي". وعن توقيت الغارة قال كولدويل:"وصلتنا معلومات مؤكدة ليل الثلثاء عن المكان الذي يؤوي الزرقاوي. وبعد التأكد من عدم تضرر أماكن أخرى او مدنيين تقرر شن غارة في الليلة التالية مباشرة"مشيراً الى ان"العملية تمت بجهود مشتركة من جانب القوات المتعددة الجنسية وقوات الأمن العراقية مؤلفة من قوات جوية وبرية اضافة الى المعلومات الاستخبارية وجهود دولية". وأضاف الناطق انه لا يعرف هوية الشخص الذي اتى بالمعلومات ولم يلتق به ولا يعرف الحوافز أو الدوافع التي ادت الى الكشف عن موقع الزرقاوي. ونفى وجود علاقة بين توقيت تسمية نوري المالكي لوزرائه الأمنيين والاعلان عن مقتل الزرقاوي. وتوقع كولدويل ان يخلف المصري"أبو المصري"الزرقاوي في زعامة تنظيم"القاعدة"في العراق،"كونه الأكثر تأهيلاً". ورفض كولدويل الكشف عن اسم المصري وذكر انه"مصري الجنسية ولد وعاش في مصر وعمل وتدرب في أفغانستان، وهو متورط في صنع القنابل اليدوية ودخل العراق عام 2002 حيث كان يحاول تشكيل اول خلية للقاعدة في بغداد". وختم الناطق الأميركي بالتأكيد ان الزرقاوي كان قد توفي عند وصول القوات العراقية، مشيراً الى ان"الصور المعروضة اخذت للجثة بعد تنظيفها وازالة الكثير من الدم والركام عنها لأننا لا نريد ان نشوه منظره، ونريد ان نبين انه توفي في هذه الغارة"مؤكداً"وجود صورة بشعة أخرى لم نعرضها". وكان رئيس الوزراء العراقي أعلن صباح الخميس، أن الزرقاوي قتل في غارة جوية في منطقة"هبهب"في محافظة ديالى مساء الأربعاء. وأضاف ان"سبعة من مساعدي الزرقاوي، بينهم إمرأتان كانتا تساعدانه بالتجسس، قتلوا أيضاً في الغارة". وقال المالكي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الجنرال جورج كيسي، قائد القوات الأميركية في العراق، والسفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد،"إنها رسالة لكل الذين ينتهجون العنف والدمار، أن يتوقفوا ويعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان، لأننا قررنا مواجهة كل القتلة والإرهابيين حتى نهاية المشوار"، مؤكداً أن العملية جاءت بناء على معلومات استخباراتية ساهم فيها مواطنون عراقيون. وقال:"أدرك العراقيون أن الطريق الوحيد لبناء العراق الجديد هو الوحدة والتماسك والحوار والمصالحة الوطنية"، مشيراً إلى أن عراق اليوم"هو العراق الذي تصطف فيه كل قوى المجتمع صفاً واحداً في مواجهة الإرهابيين". وكشف المالكي أن خطة قتل الزرقاوي أعدت قبل عشرة أيام حيث تم تحديد مكانه نتيجة معلومات استخباراتية عراقية. واضاف ان الشرطة العراقية كانت أول من اقتحم المنزل الذي قتل فيه الزرقاوي في هبهب بعد قصفه بصاروخ من الجو. ومن جانبه، هنأ السفير الأميركي في العراق كلاً من رئيس الوزراء العراقي وقائد القوات الأميركية في العراق على نجاح العملية، مشيراً إلى أن"قتل الزرقاوي لن ينهي العنف في العراق"، داعياً طوائف الشعب العراقي كافة إلى التوحد خلف رئيس الوزراء. وأوضح الجنرال كيسي أن العملية تمت في الساعة السادسة و15 دقيقة مساء الأربعاء، موكداً أنه تم التعرف على هوية الزرقاوي من خلال مقارنة بصماته ومن مظهره الخارجي. وأشار كيسي إلى أن الزرقاوي وأحد المرشدين الدينيين لديه، الشيخ عبدالرحمن، كانا في منزل آمن معزول مساء الأربعاء حينما استهدفته الغارة. وقال:"وصلت القوات العراقية أولاً الى الموقع عقب الغارة الجوية، ليلحق بها عناصر من قوات التحالف". الى ذلك، ذكر عدنان الكاظمي، المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي، ان"العملية كانت ثمرة تعاون اهالي المنطقة الذين اعطوا معلومات دقيقة جداً عن الموقع والبيت إلى قوات الامن العراقية"، وأكد ان"المكافأة المرصودة لرأس الزرقاوي، والبالغة 25 مليون دولار، ستعطى للشخص الذي قدم المعلومة للأجهزة الأمنية، لانها معلومة دقيقة وصحيحة، وهو عراقي من اهالي المنطقة". ولفت الكاظمي الى ان"بديل الزرقاوي، أياً كانت شخصيته، لن يكون كالزرقاوي من حيث الثقل والحجم بين الجماعات المسلحة"، وأوضح ان"الزرقاوي كان للتكفيريين بمثابة أمير المؤمنين ومرجعية دينية، وحلقة وصل بين الارهاب في المنطقة والعالم، وعملية قتله تعني قطع تواصل هذه الجماعات مع الخارج".