أكد مسؤول طبي في الجيش الاميركي أن زعيم تنظيم"القاعدة"في العراق"أبو مصعب الزرقاوي"، مات بعد نحو ساعة من جرحه في الغارة الجوية الاميركية التي استهدفته الأربعاء الماضي في بعقوبة. وقال إن تشريح جثة الزرقاوي أثبت أنه توفي متأثراً بجروحه، كما تأكدت هويته، بعد تحليل للحامض النووي أجراه مكتب التحقيقات الفيديرالي. وأشار كبير الجراحين في القوات المتعددة الجنسية العقيد ستيف جونز إلى أن المرشد الروحي للزرقاوي الشيخ عبدالرحمن العراقي، توفي في الحال بعد لحظات من شن الغارة. وشدد جونز وطبيب آخر على أن"لا أدلة على تعرض الزرقاوي للضرب أو إصابات بطلقات نارية في جسده". وأشار الجنرال ويليام كولدويل، الذي شارك جونز مؤتمراً صحافياً أمس، إلى أن القوات الأميركية وصلت إلى الموقع بعد 28 دقيقة من الغارة، حيث وجدت الشرطة العراقية، فحاولت إسعاف الزرقاوي الذي كان يتنفس بصعوبة، لكن"كان مستوى نبضات قلبه يشير إلى أنه لن يبقى حياً. وكان واضحاً إنه يعاني جروحاً عميقة في أجهزته الداخلية ... وفي السابعة وأربع دقائق مساء السابع من حزيران يونيو، توفي الزرقاوي". وقال إن جثتي المرأة والفتاة، اللتين كانتا في موقع الغارة، تسلمتهما السلطات العراقية إضافة إلى جثة رجل آخر. لكن هوية أي منهم لم تعرف. ولم تتخذ القوات الأميركية قراراً في شأن تسليم جثة الزرقاوي. وقال كولدويل:"لا نزال نجري مناقشات مع الحكومة العراقية في هذا الشأن. بقاياه لا تزال لدى قوات التحالف". ونفى أن يكون الزرقاوي قُتل مرتدياً حزاماً ناسفاً، وقال"كان يرتدي بعض الملابس السوداء. ولا شيء يشير إلى ارتدائه حزاماً ناسفاً فوقها". وبعيداً من تفاصيل موت الزرقاوي، لفت كولدويل إلى أن 140 عملية عسكرية نفذت منذ مقتل زعيم"القاعدة"في العراق، قُتل خلالها 32 من أنصاره واعتقل 178 آخرون. وقال إن المعلومات التي حصلت عليها الاستخبارات خلال موت الزرقاوي، كانت بمثابة"اكتشاف كنز"، وساعدت في تنفيذ 11 حملة دهم. وأضاف"بالنسبة إلى شبكة القاعدة، فإننا نعتقد بتفاؤل حذر أننا نجحنا إلى حد بعيد في العمليات المستمرة، طوال الأيام الخمسة الماضية. نعرف أن هذه العمليات لن تنهي التمرد، لأن هذا يتوقف على قرار الشعب العراقي وقوات الأمن العراقية".