شددت واشنطن امس على ضرورة وقف طهران تخصيب اليورانيوم طيلة فترة التفاوض على الصفقة التي تعكف السلطات الإيرانية على درس حوافزها, فيما أعلنت موسكو أنها لن تؤيد فرض أي عقوبات على إيران إلا في حال خرقت معاهدة حظر انتشار أسلحة الدمار الشامل. راجع ص 10 وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان استعداد ايران لوقف التخصيب"محوري"في الصفقة التي اقترحتها الدول الكبرى, وان عليها الاستمرار في هذا الوقف ما دامت المفاوضات مستمرة, مشدداً على ان ذلك"شرط صارم". وأفاد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي غداة تسلمه نسخة عن الاقتراحات الدولية من الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا، أن طهران تفضل"التعاون على المواجهة"وستدرس بدقة عرض الدول الكبرى. وزاد:"في المسألة النووية نفضل التعاون على المواجهة". وافاد ديبلوماسيون اوروبيون أن مجموعة الحوافز لا تستبعد تخصيب ايران اليورانيوم على أراضيها بمباركة دولية, على ألا تتعدى درجة التخصيب المستوى الكافي لإنتاج وقود نووي للأغراض السلمية, لكن ذلك مؤجل لسنوات. وأوضح ديبلوماسيون أوروبيون أن مجموعة الحوافز تدعو إيران إلى"تعليق كل نشاطات التخصيب وإعادة المعالجة"من اجل استئناف المحادثات مع الترويكا الأوروبية فرنسا وبريطانيا وألمانيا وربما الولاياتالمتحدة ودول أخرى لضمان عدم سعي إيران إلى إنتاج أسلحة نووية. وكشفت شبكة"إي بي سي"التلفزيونية الأميركية ان العرض الدولي وعد بدعم"تعاون أمني إقليمي"يشمل دول الخليج وغيرها من"الدول المهتمة"، في إطار ضمانات أمنية أميركية ل"وحدة اراضي ايران وسيادتها". واستبعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في خطاب أمام البرلمان الروسي, تصعيداً في المسألة الإيرانية, معتبراً التطورات الأخيرة مؤشراً إيجابياً, ولافتاً إلى أن الحديث في أروقة مجلس الأمن لم يتطرق إلى مسألة العقوبات. واستدرك:"لم يحدد موعد نهائي لكننا نتوقع انه بحلول نهاية هذا الشهر, قد يعطي الإيرانيون ردهم على الاقتراحات". وقال لافروف إن أمام إيران فرصة حتى نهاية الشهر, لتقديم ردها, مضيفاً أن المجلس سيجمد مناقشة القضية أسبوعين أو ثلاثة لمنح المفاوضات فرصة للتوصل إلى نتائج إيجابية. وأكد أن تنفيذ العقود الروسية في إيران"غير مهدد بالتوقف", في وقت استعرض مواقف بلاده من ملفات السياسة العالمية، موجهاً انتقادات شديدة إلى الولاياتالمتحدة التي وصفها بأنها"تمارس سياسات ستؤدي إلى تدمير نظام منع انتشار أسلحة الدمار الشامل". وأعرب عن قلق متزايد من خطط واشنطن لصنع ذخائر نووية محدودة التأثيرتكتيكية ومشاريع لتزويد الغواصات صواريخ بعيدة المدى تحمل رؤوساً حربية تقليدية. واعتبر ان للخطط الأميركية"آثاراً مدمرة على الأمن والاستقرار الدوليين". وحذر من نشر واشنطن مظلات دفاع جوية في شرق أوروبا, قال إن هدفها المعلن حماية دول أوروبية مثل بولندا وتشيخيا من احتمال توجيه ضربات صاروخية إيرانية إليها, الأمر الذي تعتبره روسيا تمكيناً للطوق الأمني. في ألمانيا التي وصل إليها امس, ابدى سولانا استعداده للعودة الى طهران لتحريك الملف النووي مؤكداً انه"يشعر بتفاؤل اكبر مما كان يشعر به قبل شهر". وقال إن"الأجواء كانت جيدة جداً"خلال تسليمه الاقتراحات الدولية في طهران. وزاد:"آمل بأن يتصل الإيرانيون بي قريباً للرد على العرض". ورحبت الحكومة الألمانية بنتائج اجتماعات سولانا مع الإيرانيين، وأعلنت المستشارة آنغيلا مركل قبل اجتماعها معه في برلين أنها لا تستبعد إدخال تعديلات على العرض"شرط بدء مفاوضات في شأنه ووقف طهران التخصيب", مضيفة:"إنه مجرد عرض موسع لبدء مفاوضات". ودعت المستشارة إيران إلى"درس الاقتراحات بجدية"، وأضافت:"انها فرصة مهمة لحل النزاع ديبلوماسياً, وعلى كل منا تحمل مسؤولياته". واعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير ان محادثات سولانا في طهران كانت"مهمة جداً وجيدة جداً وجذابة للطرفين", مشيراً الى انها"خطوة أولى مهمة بعد أشهر من القطيعة الكاملة". الى ذلك, ابلغت الناطقة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية مليسا فليمنغ"الحياة"أن المدير العام للوكالة محمد البرادعي سيصدر اليوم تقريراً في شأن الملف النووي الإيراني, بناء على طلب مجلس محافظي الوكالة في اجتماعه الأخير في آذار مارس, للوقوف على آخر التطورات المرتبطة بنشاطات إيران وبرامجها النووية منذ طالبها المجلس في شباط فبراير بوقف تخصيب اليورانيوم. ورداً على سؤال هل رد طهران على"عرض فيينا"سينعكس على أجواء الاجتماعات المرتقبة لمجلس محافظي الوكالة الأسبوع المقبل, توقعت فليمنغ"أن ينأى المجلس بنفسه عن الانخراط في العملية السياسية"الجارية لإخراج الملف من أزمته, مرجحة أن يقتصر الأمر على تناول المستجدات في شكل عام.