اتفقت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا على تقديم"اقتراحات واسعة المدى"لإيران مستخدمة سياسة العصا والجزرة معها على أمل إقناعها بوقف برنامجها النووي. واستعدت الدول الستة أمس لنقل اقتراحات محورية إلى إيران تشمل حوافز لوقف النشاطات التي يمكن أن تؤدي إلى إنتاج أسلحة نووية، كما تشمل تهديداً بعقوبات في مجلس الأمن إذا رفضت. وقال ديبلوماسي أوروبي أن منسق السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا يقف على أهبة الاستعداد لنقل العرض إلى إيران في انتظار نتيجة الاتصالات معها. وجاء في البيان الختامي للدول الست حول إيران الذي تلته وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت:"نحن مستعدون لاستئناف المفاوضات إذا عادت إيران إلى تعليق كل النشاطات المرتبطة بالتخصيب والمعالجة اليورانيوم كما تطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسنعلق أيضاً التحركات في مجلس الأمن". وزادت:"هناك طريقان ممكنان. نحض إيران على اختيار الطريق الإيجابية وان تأخذ على محمل الجد اقتراحاتنا الجوهرية الأمر الذي من شأنه ان يقدم لها فوائد ملموسة. سنتحدث الآن مع الإيرانيين حول اقتراحاتنا". وصرح مسؤولون أميركيون بأن القوى العالمية اتفقت على"إجراءات لها أنياب"إذا أبدت طهران رداً فاتراً. طهران وفيما لم يصدر رد رسمي في إيران على اتفاق فيينا، قال نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد سعيدي إن"ايران عازمة على المضي قدماً في نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية. الأمة الإيرانية لن تدعنا نتخلى عنها". وقال خطيب الجمعة في طهران أحمد خاتمي إن إيران لا تخشى التهديدات التي وجهتها إليها الدول الغربية. وقال خاتمي:"كيف سيكون شكل هذا الإنذار وما هو الثمن الباهظ الذي سترغم إيران على دفعه ولم نقم به حتى الآن؟ تهديدات الغرب لا معنى لها". وقال خاتمي عضو مجلس الخبراء إن"ترويع بطة لكي تهرب من الماء غبي للغاية". وزاد:"إيران مرت بتجربة العقوبات الاقتصادية على مدى عقد كامل، بل أنها أرغمت حتى على المواجهة العسكرية"خلال الحرب مع العراق 1980-1988"التي كانت إيران خلالها تقاتل الولاياتالمتحدة فعلياً". على صعيد آخر، امتنعت الولاياتالمتحدة عن منح وفد إيراني برئاسة وزير الصحة الدكتور كامران باقري لنكراني تأشيرة دخول للمشاركة في مؤتمر عالمي يعقد في نيويورك حول مرض نقص المناعة المكتسب الإيدز، بحسب تأكيد الوزير. وأبدى مقربون من الملف النووي اطمئنان طهران إلى الموقف الروسي والصيني، معتبرين انه"إذا كان الهدف الأميركي سحب الحجج من روسياوالصين من خلال طرح هذه المبادرة، فإنها ستواجه الفشل". أما اذا كان الهدف فتح الباب للحديث عن إمكانية تنفيذ التعهدات الأوروبية عبر دخول أميركي على الخط،"فيمكن النظر إلى هذه الخطوة والتطورات اللاحقة على أنها مدخل الى حل الأزمة". وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني على لاريجانى انتقد تشاور الستة الكبار من دون إشراك طهران صاحبة العلاقة. ردود على اتفاق فيينا وقال ناطق باسم الحكومة الألمانية إن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ستجري محادثات في 7 حزيران يونيو المقبل في برلين مع سولانا، لبحث قضايا الاتحاد الأوروبي وقضايا دولية، بما فيها الأزمة الإيرانية. أما وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير، فقال خلال زيارة رسمية لتركيا:"انه أمر مهم أن تعرض الولاياتالمتحدة الانضمام إلى المحادثات مع طهران... ونأمل بأن تدرس روسياوالصين اتباع هذه الخطوة". وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لدى عودته إلى موسكو من فيينا:"يمكنني القول بكل وضوح إن كل الاتفاقات التي صدرت عن اجتماعات الخميس تستبعد وتحت أي ظرف استخدام القوة العسكرية". وزاد:"روسيا تعول على إيران كي تتجاوب مع الدول الست الكبرى وان تجلس إلى طاولة المفاوضات". وحرص لافروف على عدم الدخول في تفاصيل عرض الدول الست معتبراً الكشف عنها"لن يسهل الوضع فالشيء المهم هو عدم التعرض للعرض". وأبلغ الرئيس الصيني هو جينتاو نظيره الأميركي جورج بوش أن الصين تساند واشنطن في السعي لحل النزاع بالسبل السلمية. لكنه لم يتضح بعد هل ستساند الصين التي تملك حق النقض الفيتو في مجلس الأمن التابع سعي الولاياتالمتحدة إلى فرض عقوبات على إيران إذا اخفق عرض واشنطن إجراء محادثات مباشرة مع طهران. وأفاد بيان مقتضب لوزارة الخارجية إن وزير الخارجية الصيني لي تشاوشينغ تحدث أيضاً إلى نظيره الإيراني منوشهر متقي، وأكد له أن"الصين تساند كل الجهود لحل المسألة النووية الإيرانية بالمفاوضات الديبلوماسية". إلى ذلك، أعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف في مقابلة نشرتها صحيفة"لو فيغارو"الفرنسية أن بلاده"لن تساند عمليات عسكرية ضد إيران"ولن تقبل"أبداً"باحتلال ناغورني كاراباخ. وزاد علييف الذي يزور باريس:"أذربيجان لن تساند عمليات عسكرية ضد إيرانوواشنطن تفهم ذلك"، داعياً إلى"حل سلمي من طريق الديبلوماسية"للخلافات حول الملف النووي الإيراني.