طهران، لندن - «الحياة»، أ ب، رويترز - تسارعت التطورات في شأن الملف الايراني في العاصمة الأميركية أمس، بعدما عقد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اجتماعاً يُتوقع أن يخرج بموقف رسمي يبلغه سولانا الى طهران، حول الرد الإيراني بقبول الحوار المباشر في شأن برنامجها النووي مع مجموعة الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا). في الوقت ذاته، أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس، الاستعداد ل «نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة» مع الغرب «الضعيف»، مشيراً الى ان بلاده أعدت اقتراحات جديدة لتسوية ملفها النووي ستعرضها على مجموعة الست. ولفت احمدي نجاد الى ان «الظروف تغيرت اليوم وحدثت تطورات جديدة في العالم». وردت واشنطن على تصريحات الرئيس الإيراني، مشيرة الى أنها «ستنظر» في أي اقتراحات تتقدم بها طهران. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود: «نأمل في ان تتصدى (تلك الاقتراحات) لكل بواعث قلق الولاياتالمتحدة ودول أخرى، حول النشاطات النووية الإيرانية». (راجع صفحة 7) وعقد سولانا وكلينتون في مبنى الخارجية أمس، اجتماعاً مطولاً محوره الملف الإيراني والتحول في الموقف الأميركي بقبول الحوار غير المشروط مع إيران من خلال مجموعة الست، وهو ما يُتوقع أن ينطلق في الاجتماع المقبل للمجموعة خلال أربعة الى ستة أسابيع بحسب التقديرات الأميركية. ويتوقع أن ينقل سولانا الى واشنطن، رد طهران على مبادرة مجموعة الست وقبولها الحوار، كما أبلغ سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي سولانا في اتصال هاتفي الأسبوع الماضي. وأكد مسؤول أميركي ل «الحياة» أن واشنطن ستشارك عبر مندوبها لدى المجموعة نائب وزيرة الخارجية وليام بيرنز، في الاجتماعات «وفي شكل كامل مع إيران ومن دون شروط». وأشار الى أن هناك «موقفاً موحداً لدى واشنطن وشركائها في المجموعة، حول استراتيجية المضي قدماً». وأضاف أن وقف تخصيب اليورانيوم «يبقى هدفاً واضحاً للمجتمع الدولي»، بعدما كان شرطاً مسبقاً وضعته الإدارة الأميركية السابقة قبل الدخول في أي حوار مباشر مع طهران. وأكد المسؤول أن مجموعة الست تبقى ملتزمة بمضمون القرارات الدولية حول إيران، بينها تلك المتعلقة بوقف التخصيب وتعليق النشاطات النووية، الا أنها تتطلع في الوقت ذاته «الى اجتماع مجموعة الست مع إيران والحوار الجدي حول هذه المسائل». وحضت واشنطنطهران على «الاستفادة من هذه الفرصة للانخراط في شكل جدي، وحل المسائل التي تثير قلق المجتمع الدولي، وإعادة بناء الثقة معه». وفيما رفضت واشنطن إعطاء تفاصيل عن مضمون المحادثات ونقاط التفاوض المحتملة مع إيران، أكدت مصادر أميركية ل «الحياة» أن خيارات نقل البرنامج النووي الإيراني الى خارج الأراضي الإيرانية، أو زيادة إجراءات التفتيش والتدقيق من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هي من بين النقاط التي تدرسها مجموعة الست لضمان ان يكون البرنامج النووي سلمياً وألاّ تطوّر طهران سلاحاً نووياً. في لندن، اصدرت وزارة الخارجية البريطانية بياناً أشارت فيه الى «تقارير غير صحيحة حول استعداد الولاياتالمتحدة وأعضاء آخرين في مجموعة الست، لإسقاط الشرط المسبق لوقف تخصيب اليورانيوم، قبل بدء مفاوضات مهمة مع إيران». وأضاف البيان ان «كل أعضاء مجموعة الست توافقوا خلال الاجتماع الأخير في لندن، على ان لا تغيير في هدفنا الأساسي لتعليق كامل للتخصيب، في مقابل تعليق الإجراءات المتخذة ضد إيران».