العشيرة هي المفتاح للسيطرة على الأمن في عموم المدن العراقية"هذا ما أكده العميد اياد هاتف، أحد وجهاء عشائر بابل ل"الحياة"، وأضاف ان"مديرية الشرطة تبنت مشروعاً يستند الى تفعيل دور العشيرة للسيطرة أمنياً على مناطق شمال بابل وجنوببغداد الساخنة نسبياً من خلال إعادة هيبة العشيرة أمام ابنائها اولاً، والمساعدة في اصلاح شؤونها الداخلية ليصار بعدها الى مد جسور الثقة بين الشيوخ والمسؤولين الأمنيين في المحافظة". واشار الى ان المشروع"نجح بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية، وقضى على الجيوب القلقة امنياً والاحتقانات الطائفية في شمال بابل وجنوببغداد التي تعرف باسم مثلث الموت بنسبة 90 في المئة". ولفت الى ان التعاون بين بعض العشائر والأجهزة الأمنية"كان كبيراً وأثمر عن كشف مخابئ أسلحة وأوكار"للجماعات المسلحة في المنطقة، وساهم في تهدئة الأوضاع الأمنية. وشدد على ان"مناطق شمال بابل التي تضم مدن الحصوة والاسكندرية وجرف الصخر والمسيب والمحاويل باتت محصنة ولن تنجح الجماعات المسلحة باحتلال موطئ قدم فيها مجدداً". لافتاً الى ان"الحرس الوطني العراقي ولواء من الشرطة المحلية اضافة الى القوات المتعددة الجنسية تحكم السيطرة على كل شبر فيها". وقال العميد المتقاعد اياد هاتف ان هناك سعياً في كل الأوساط السياسية والدينية والحكومية في المحافظات الى عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية بين العشائر"لتنقية الأجواء وتهدئة الخواطر خصوصاً بعدما برزت الخلافات بين بعض العشائر السنية والشيعية واتخذت طابعاً عنيفاً، خصوصاً بين عشيرتي الغران شيعية والعبيد سنية بتحريض من عناصر تكفيرية وصدامية"، وأكد ان"أكثر من 3 اجتماعات عقدتها كبرى عشائر المحافظة بحضور شيوخ العشيرتين لعقد مصالحة بينهما"، مشيراً الى ان"آخر اجتماع أسفر عن توقيع وثيقة بين العشيرتين المتنازعتين يقضي بإعلان الهدنة 30 يوماً ليتولى أصحاب الحل والعقد ايجاد حلول جذرية للمشكلة". وأكد النقيب مثنى المعموري، الناطق باسم قيادة شرطة بابل ل"الحياة"ان"مؤتمراً موسعاً عقده الجنرال نورمان، قائد القوات الاميركية لمنطقة بغدادوجنوب الوسط لعشائر شمال بابل وجنوببغداد حضره شيوخ وممثلو احزاب ومنظمات المجتمع المدني وقيادة الشرطة في المحافظة، وخطباء وأئمة الجوامع وغيرهم سلط الضوء على أفضل السبل لتكريس النجاح الذي حققته مديرية شرطة بابل في بسط الأمن، بالتعاون مع العشائر". وأكد المعموري ان"الاقتراحات تركزت على الدعوة لاطلاق المعتقلين ممن لم تثبت ادانتهم وتفعيل مشروع المصالحة بين العشائر، وتعويض أهالي الضحايا وتشكيل لجنة تضم ممثلين عن كل الأطراف، بما فيها الحكومة لتحديد دية القتلى ودفعها من حساب الحكومة المركزية، ليصار بعدها الى محاسبة أهالي الضحايا في حال خرقهم القانون". وأشار المعموري الى ان مناطق شمال بابل"تشهد هدوءاً نسبياً منذ أكثر من 3 اشهر حيث لا عمليات مسلحة ولا اغتيالات فردية، فيما تشهد مناطق جنوب بابل هدوءاً تاماً ما دفع القوات المتعددة الجنسية الى تسليم معسكر شارلي وسط المدينة الى مغاوير الداخلية".