يعرض الاتحاد الأوروبي اليوم على إيران اقتراحات الدول الكبرى الست لتطوير التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية، في مقابل وقف طهران تخصيب اليورانيوم وكل النشاطات ذات الصلة. وحمل الاقتراحات إلى طهران مساء أمس، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. وقال مسؤول إيراني رفض كشف هويته إن"سولانا سيلتقي اليوم الثلثاء علي لاريجاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي وسيسلمه اقتراحات"الدول الست الكبرى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا. لكن دبيلوماسياً غربياً أفاد أن سولانا سيلتقي أيضاً الرئيس محمود احمدي نجاد. وأضاف أن هذا اللقاء لا يعدو كونه بروتوكوليا ًبحتاً ولن تتخلله أي مفاوضات. وسئل سولانا في رام الله عن مضمون الاقتراحات الدولية، فقال انه"لا يستطيع الإجابة"، مشيراً إلى"انه أمر ينبغي أن نطرحه على الشعب والحكومة الإيرانيين". ووصفت الناطقة باسمه كريستينا غالاك العرض بأنه"الأكثر سخاء من جانب المجموعة الدولية في اتجاه إيران". وقالت ل"الحياة"في مكالمة هاتفية من القدس إن"اجتماع اليوم في طهران"ليس تفاوضياً وإنما يوفر فرصة تقديم الاقتراحات الأوروبية وشرحها للجانب الإيراني قبل نشرها". واستبعدت مصادر ديبلوماسية أن ترد طهران على الاقتراحات الدولية في وقت سريع. ولوحظ تضارب في تصريحات كبار الزعماء بين حديث الرئيس احمدي نجاد ووزير خارجيته منوشهر متقي عن"احتمال حدوث اختراق"، وتهديد المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي بوقف إمدادات النفط في حال تعرّض بلاده لعدوان خارجي. ورأت المصادر نفسها أن التهديدات التي أطلقها خامنئي"قبل الاطلاع على العرض الدولي ليست موقفاً تفاوضياً بقدر ما تستهدف الرأي العام الداخلي في وقت يحتفل الشعب الإيراني برحيل زعيم الثورة الإسلامية الخميني". وكان المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي والرئيس احمدي نجاد أعادا التأكيد على عدم تخلي إيران عن حقوقها النووية، بينما اعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجودري أن على الدول الغربية أن تأخذ في الاعتبار"الإنجاز"النووي الذي حققته إيران عند"صوغ الاقتراح"المقدم لطهران. وأشار بروجودري إلى أن"على الدول الغربية الاعتراف بإيران النووية"والتعاطي معها من هذا المنطلق. أما المسؤول السابق عن الملف النووي ممثل قائد الثورة في مجلس الأمن القومي حسن روحاني، فشدّد على أن بلاده" لن تستسلم أمام الضغوط الغربية". سفيران جديدان في باريس ولندن وإلى مساعي تحسين علاقاتها مع واشنطن، تبدو طهران عازمة على استعادة علاقاتها مع بريطانياوفرنسا التي شابتها أخيراً توترات وانعدام ثقة على خلفية الملف النووي الإيراني والوضع في الأهواز. بعد أسابيع على تعيين مهدي أخوند زاده سفيراً لإيران لدى ألمانيا، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني مهدي مصطفاوي لوكالة أنباء"مهر"شبه الرسمية أن الحكومة إيرانية عينت سفيرين جديدين في باريس ولندن. وقال مصطفاوي إن"علي أهاني ومواهديان عطار هما السفيران الجديدان في فرنساوبريطانيا وسيتوجهان قريباً إلى باريس ولندن"، العضوين إلى جانب برلين في الترويكا الأوروبية المفاوضة في الملف النووي الإيراني. وأضاف مصطفاوي أن"الحكومتين الفرنسية والبريطانية وافقتا على هذين التعيينين". ولم يكن لإيران سفيران في هاتين العاصمتين الأوروبيتين منذ شهور. وعلي أهاني هو حالياً سفير إيران لدى الاتحاد الأوروبي، وسبق أن كان سفيراً في باريس وشغل منصب نائب وزير الخارجية لشؤون أميركا وأوروبا الغربية. أما مواهديان عطار فشغل في السابق منصب سفير إيران في البرتغال. على صعيد آخر، أكد وزير الداخلية مصطفى بور محمدي أن الأجهزة الأمنية الإيرانية اعتقلت أشخاصاً يقفون وراء الأحداث التي شهدتها محافظة خوزستان ذات الأكثرية العربية في جنوب غربي إيران وعدداً من المحركين لأحداث سيستان وبلوشستان شرق إيران، وشدد على أن الأعداء لا"يريدون أن تبقى إيران جزيرة هادئة في وسط محيط متأجج". وكانت إيران اتهمت كلاً من الولاياتالمتحدةوبريطانيا بالوقوف وراء الأحداث التي شهدتها المناطق الإيرانية ذات التعدد العرقي والإثني. قلق خليجي على صعيد آخر، استغرب الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي أمس القلق الذي عبّرت عنه دول مجلس التعاون الخليجي في شأن احتمال"تسرب إشعاعي من المحطات النووية الإيرانية". وقال آصفي إن إيران"أعطت قادة دول المنطقة كل التوضيحات حول أمن محطة بوشهر والمعايير الأمنية العالية التي تتمتع بها والمبالغ الإضافية التي أُنفقت لضمان سلامة النشاطات فيها وبالتالي، فإن القلق حول احتمال تسرب وهم وحكم متسرع". وأكد أن"إيران تشدّد على حقها المطلق باستخدام التكنولوجيا النووية المدنية، لكنها في الوقت ذاته ترغب في التعاون في شكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وستواصل هذا التعاون". وكان وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أعلن اثر اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أن هذه الدول تخشى"حدوث تسرب نووي من المفاعلات النووية الإيرانية الأمر الذي يسبب كارثة بيئية كبيرة وتلوث مياه الخليج".