كأس العالم لكرة القدم 2006 في ألمانيا هي المسابقة الأخيرة لنجم فرنسا الفريد زين الدين زيدان في الملاعب، وهو أعلن رسمياً اعتزاله اللعبة إلى الأبد لتلبية نداء الجسد، وخاض زيدان المباراة الأخيرة له رسمياً في باريس مساء 27 آيار مايو الماضي ودياً ضد المكسيك، وتصادف أنها حملت رقم 100 في تاريخه وأدخلته أبواب نادي المئة، ووقف الآلاف في المدرجات لتحيته لحظة دخوله إلى الملعب وبعد نهاية المباراة، وهو أحد النجوم القلائل في تاريخ كرة القدم الذين كسبوا حب واحترام الجميع على اختلاف جنسياتهم وأهوائهم. ولا ينسى الفرنسيون هدفا نجمهم في مرمى البرازيلي تافاريل في نهائي كأس العالم 1998 في باريس لتحصل فرنسا على كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، وعاد زيدان عملاقاً في أمم أوروبا 2000، وسجل هدف الفوز الذهبي في مرمى البرتغال في نصف النهائي، وتوجت فرنسا باللقب أيضاً.ووداع الفرنسيين لزيدان لا يقلل أبداً من دوافعهم وحماستهم وترشيحاتهم لإحراز اللقب للمرة الثانية، وهم يشكرون الظروف والقرعة التي أوقعتهم في مجموعة ضعيفة جداً مع سويسراوكوريا الجنوبيةوتوغو، والتوقعات تمنح لفرنسا المركز الأول بجدارة، ومهمتها في الدور الثاني ستكون جيدة أيضاً في مواجهة أوكرانيا أو السعودية أو تونس وكلها أضعف من فرنسا في السنوات الأخيرة. يمتلك منتخب فرنسا الهجوم الأقوى في العالم على صعيد الأسماء والهدافين - حتى من البرازيل المرشح الأقوى للفوز بالكأس - وصفوف فرنسا تضم الهداف الأول للدوري الإنكليزي ونجم أرسنال الأول تيري هنري، والهداف الأول لبطل الدوري الإيطالي نجم يوفنتوس الأول دفيد تريزيغيه، والهداف الخطير لنادي ليفربول بطل كأس انكلترا جبريل سيسيه، والهداف الجديد لنادي مانشستر يونايتد الإنكليزي لويس ساما، والهداف القناص لبطل الدوري الفرنسي الدائم ليون النجم سيلفيان ويلتورد، وزميله صاحب هدف الفوز في مباراة المكسيك الودية الأخيرة فلوران مالودا نجم ليون أيضاً، ومعهم زيدان. وتضع الترشيحات منتخب فرنسا في المركز السابع مع اسبانيا لإحراز اللقب، وهو أمر يعتبره الفرنسيون أحد أبرز عناصرهم الإيجابية لأنه يرفع الضغوط عن اللاعبين، ومعه عناصر الخبرة ووفرة الهدافين والمدرب المتواضع، ولكنهم يرون أن كبر أعمار اللاعبين ونقص خبرة المدرب عنصران سلبيان. القائمة الحراس: - فابيان بارتيز، 28-6-1971، من مرسيليا، لعب 78 مباراة واستقبلت شباكه 45 هدفاً، بينها أربعة فقط في التصفيات، كان أحد النجوم الكبار في مونديالي 1998 وأوروبا 2000، ولكن أخطاءه الفادحة وسلوكياته الغريبة يتسببان في إبعاده، وهو بارع في ألعاب الانفراد للخصوم وفي بدء الهجوم المرتد السريع، الرقم 16. - غريغوري كوبيه، 31-12-1972، من ليون، انضم للمنتخب عام 2001 ولم يصل إلا إلى 19 مباراة دولية، بينها ست في التصفيات، انتزع المركز الأول تحت العارضة من بارتيز في المنتخب بعد نجاحه اللافت مع ناديه في الدوري، الرقم 23. - ميكايل لاندرو، 14-5-1979، من نانت، كل رصيده الدولي ثلاث مباريات عبر خمس سنوات حتى أصبح الاحتياطي المزمن، متخصص في صد ركلات الجزاء، وهو الأمر الذي يمكن أن يمنحه الفرصة في المونديال لو احتاجه المدرب، الرقم 1. الدفاع: - إريك ابيدال،11-9-1979، من ليون، مدافع صلب انضم أخيراً إلى المنتخب، ولعب خمس مباريات دولية ،ولكن من دون مشاركة في التصفيات، سريع ويقظ جداً. - جون آلان بومسونغ، 14-12-1979، من نيوكاسل الإنكليزي، أصبح أسياسياً في العامين الأخيرين، وخاض ست مباريات في التصفيات، يمتلك إرادة حديدية وقدرة فائقة في ألعاب الهواء ويتفوق في الالتحام، الرقم 2. - باسكال تشيمبوندا، 21-9-1979، من ويغان أثلتيك الإنكليزي، مفاجأة مذهلة في القائمة الفرنسية، ولم يتوقعه أحد، ولم يشارك طبعاً في التصفيات، الرقم 21. - ويليام غالاس، 17-8-1977، من تشيلسي الإنكليزي، المدافع الوحيد الذي يلعب في كل المراكز الأربعة للخط الخلفي، لعب كل مباريات التصفيات، الرقم 5. - غاييل غيفيه، 9-10-1981، من موناكو، ظهير أيسر قوي وشرس إلى درجة العنف ولكن على حساب المهارات الفردية والفنية، لعب سبع مباريات في التصفيات، الرقم 17. - ويلي سانويل، 18-3-1977، من بايرن ميونيخ الألماني، قاد ناديه بجداره إلى إحراز الثنائية المحلية، خاض خمس مباريات في التصفيات، ويتميز برؤية واسعة وتمريرات طويلة إلى زملائه وبدء الهجوم المرتد الخاطف بسرعة، الرقم 19. - ميكايل سيلفستر، 9-8-1977، من مانشستر يونايتد، لم ينل الفرصة الكاملة في التصفيات وخاض مباراتين فقط، الرقم 13. - ليليان تورام، 1-1-1972، من يوفنتوس الإيطالي، أكبر اللاعبين سناً بين لاعبي الميدان في المنتخب، وقاد ناديه للفوز بالدوري المحلي، عاد مع زيدان مع الاعتزال الدولي ولعب أربع مباريات فقط في التصفيات، لديه خبرة فائقة وهو قائد بارع لزملائه بهدوء أعصاب شديد، الرقم 15. الوسط: - فيكاش دوراسو، 10-10-1973، من باريس سان جيرمان، من أقل اللاعبين حصولاً على الفرصة مع المنتخب، ولعب 11 مباراة دولية في ثمانية أعوام له مع المنتخب، ولكنه كان أساسياً مع دومينيك في التصفيات وخاص سبع مباريات، موهوب وسريع وبارع، الرقم 8. - ألو ديارا، 15-7-1981، من لينس، لعب أربع مباريات في التصفيات، وهو من المجموعة التي ضمها دومينيك للمنتخب بعد أمم أوروبا 2004، قوي جداً ومتفوق في ألعاب الهواء، وهو مميز في الضغط على المنافسين، الرقم 18. - كلود ماكيليلي، 18-2-1973، من تشيلسي، النموذج الأول عالمياً للاعب الوسط المدافع صاحب الجهد الكبير والضغط الدائم واستخلاص الكرة من المنافسين، لعب أربع مباريات في التصفيات من أصل 40 مباراة دولية، بين أقدم لاعبي فرنسا وانضم إلى المنتخب قبل 11 عاماً، الرقم 6. - فوران مالودا، 30-4-1980، من ليون، لفت الأنظار بشدة في الدوري المحلي باختراقاته السريعة وتأثيره الإيجابي على فريقه عند الاستحواذ على الكرة، ضمه دومينيك للمنتخب وأشركه في أربع مباريات في التصفيات، ويعتزم الاعتماد عليه أساسياً في المونديال، الرقم 7. - باتريك فييرا، 23-6-1976، من يوفنتوس، نال بطاقة حمراء في 9 مباريات خاضها في التصفيات، وهو العيب الوحيد في هذا النجم المخضرم الباقي من كتيبة مونديال 1998، مدافع أقرب إلى الصخرة، وقوي في الالتحام وسريع في الانطلاق، الرقم 4. - زين الدين زيدان، 23-6-1972، من ريال مدريد الإسباني، عاد من اعتزاله ليقود فرنسا في أربع مباريات في التصفيات وسجل هدفاً، مهارات فريدة وتسديدات قوية ودقيقة لا سيما من الركلات الحرة، وهو صانع ألعاب وأهداف من طراز اسطوري، ولكن سرعته، قلت كثيراً مع هروبه من الالتحام العنيف، الرقم 10. الهجوم: - جبريل سيسيه، 12-8-1981، من ليفربول، أحرز أربعة أهداف في ست مباريات في التصفيات، سرعة فائقة وإجادة في كل أماكن الهجوم، ولا يعيبه إلا إهدار الفرص السهلة أمام المرمى، على رغم أنه الهداف الأول في التصفيات، الرقم 9. - تييري هنري، 17-8-1977، من ارسنال، سجل هدفين في ست مباريات في التصفيات، قصة نجاح رائعة في السنوات العشر الأخيرة، ولديه ثقة هائلة ويستغل نصف الفرصة ويسدد من مساحات ضيقة وزوايا صعبة، ويقوم أيضاً بدور صانع الألعاب والقائد والممول، الرقم 12. - فرانك ريبيري، 7-4-1983، من مرسيليا، لم يشارك في التصفيات واختاره المدرب بغرابة على حساب روبرت بيريس، مراوغ ممتاز ويميل اداؤه دائماً إلى الهجوم واللعب على المرمى، الرقم 22. - لويس ساها، 8-8-1978، من مانشستر يونايتد، لعب مباراتين في التصفيات، وبات أساسياً في نهاية الموسم مع ناديه، الرقم 14. - ديفيد تريزيغيه، 15-10-1977، من يوفنتوس، شارك قليلاً في التصفيات وسجل هدفاً في مباراتين، سجل الهدف الذهبي في نهائي أوروبا 2000 في إيطاليا وأحرز الكأس لفرنسا، الرقم 20. - سيلفيان ويلتورد، 10-5-1974، من ليون، أسهم كثيراً في فوز ناديه محلياً، ولعب ثماني مباريات في التصفيات وسجل هدفين، ومن المنتظر أن يتخطى 80 مباراة دولية بعد المونديال، ذكاء خارق وانطلاقات بارعة من الجناحين مع كرات عرضية دقيقة، الرقم 11. المدرب: رايمون دومينيك، كان مدرباً ناجحاً لمنتخب الشباب، وتولى المهمة بعد بطولة أوروبا 2004، تعتبره الصحافة عنيداً ومغروراً، وجاء استبعاده للنجمين بيريس وميكو من القائمة ليؤكد الظنون نحوه، والنهائيات ستكون بمثابة الامتحان الذي يحكم بقاءه أو رحيله. الإقامة والمباريات أولى المباريات هي أصعبها ضد سويسرا في شتوتغارت مساء 13 حزيران يونيو وبعد خمسة أيام ثاني اللقاءات صعوبة ضد كوريا الجنوبية، في لايبزيغ، واللقاء الثالث سهل جداً ضد توغو مساء 23 حزيران يونيو في كولن. التصفيات تصدرت فرنسا مجموعتها برصيد 20 نقطة من عشر مباريات بفارق نقطتين قبل سويسرا على رغم أنهما تبادلا التعادل في مباراتيهما ذهاباً وإياباً، وحقق الفرنسيون الفوز ذهاباً وإياباً على قبرص 4 - صفر و2 - صفر، وعلى جزر فارو 2 - صفر و3 - صفر، وعلى ايرلندا الشمالية خارج ملعبهم 1 - صفر، وتعادلوا في كل المباريات الباقية مع ايرلندا الشمالية سلباً ومرتين مع إسرائيل صفر - صفر و1-1. التاريخ للفرنسيين تاريخ ناصع جداً في كأس العالم لكرة القدم. الفرنسي جول ريميه هو مؤسس المسابقة وصاحب الكأس الأولى التي قدمها عام 1930. والفرنسي لوسيان لوران هو صاحب الهدف الأول في تاريخ المونديال. والفرنسي جوست فونتين هو صاحب الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف يحرزها أي لاعب في كأس العالم منذ انطلاقها، سجل 13 هدفاً في مونديال 1958 في السويد. ومنتخب فرنسا هو بطل كأس العالم 1998، وصاحب أكبر فوز في تاريخ المباريات النهائية، وصاحب أكبر هزيمة للبرازيل، وفاز زيدان وزملاؤه في نهائي 1998 على البرازيل 3 - صفر. وشاركت فرنسا في كأس العالم 11 مرة، ونظمت النهائيات مرتين عامي 1938 و1998، وحققت المركز الثالث عام 1958 واستعادته عام 1986 وجاءت رابعة عام 1982. ولعب الفرنسيون 44 مباراة، سجلوا 86 هدفاً، واستقبلت شباكهم 61 هدفاً، احرزوا 21 فوزاً، وتعادلوا سبع مرات وخسروا 16 مرة.