بعد 48 عاماً من انطلاق نهائيات كأس العالم لكرة القدم في أوروغواي، حقق منتخب تونس الفوز الأول لأي منتخب أفريقي، انتهز طارق دياب وزملاؤه فرصة مشاركتهم الأولى في المونديال عام 1978 في الأرجنتين، وفازوا على المكسيك 3-1، وسيشارك المنتخب التونسي في النهائيات للمرة الرابعة وهي الثالثة له على التوالي، ويأمل"نسور قرطاج"بأن يكونوا أول منتخب أفريقي يتأهل إلى الدور نصف النهائي، بعد أن سبقه منتخب آسيوي، وهو المنتخب الكوري الجنوبي، الذي حلّ رابعاً في المونديال السابق 2002 على أرضه. يعيش"نسور قرطاج"طفرة كروية رائعة منذ تولي المدير الفني الفرنسي روجيه لومير تدريبه، وقاده للفوز بكأس الأمم الأفريقية 2004 في تونس للمرة الأولى في تاريخه، وجدد صعوده إلى نهائيات كأس العالم على حساب المغرب وغينيا، وعلى رغم خروج تونس من ربع نهائي الأمم الأفريقية 2006 في مصر، إلا أنها لم تخسر أمام منتخب نيجيريا إلا بركلات الجزاء الترجيحية.العد العكسي لكأس العالم 2006. فاجأ مدرب منتخب تونس لومير الجميع باستبعاد عدد من النجوم الذين اعتمد عليهم في التصفيات أو في أمم أفريقيا 2006، وعلى رأسهم الظهير البرازيلي الأصل كلايتون، الذي أحرز 4 أهداف في 8 مباريات في التصفيات، وهو الهداف الثاني بعد مواطنه الأصلي دوس سانتوس، ولم يصدق أحد أيضاً عدم ضم لاعب الوسط سليم بن عاشور، الذي شارك في مونديال 2002، وكان رائعاً في أمم أفريقيا 2004، ورصيده يقترب من 50 مباراة دولية بينها 6 لقاءات في التصفيات، والمدافع المخضرم خالد بدرة، الذي اقترب من 100 مباراة دولية بينها 4 لقاءات في التصفيات، والمهاجم الشاب هيكل قمامدية المحترف في ستراسبورغ الفرنسي، وهو أحرز 3 أهداف في 4 مباريات في التصفيات. القرعة أوقعت تونس في المجموعة الثامنة مع شقيقه العربي السعودية ومنتخبين أوروبيين هما اسبانيا وأوكرانيا، وهي المجموعة الوحيدة التي تخلو من أي طرف من قارتي أميركا الشمالية والجنوبية، والفرصة متاحة لتونس أو السعودية لتشق طريقها إلى الأدوار التالية في المونديال. القائمة الحراس: - على بومنجيل 13-4-1966 من الأفريقي، أمضى معظم حياته محترفاً في أندية فرنسا، ولم ينضم إلى المنتخب إلا بعدما أكمل 36 عاماً، وهو أكبر لاعبي المونديال عمراً، وهو أكبر لاعب ينضم إلى المنتخب في تاريخ تونس، ويتمتع بومنجيل بخبرة هائلة ولعب 8 مباريات في التصفيات، ولكنه لم يكمل حتى الآن 50 مباراة دولية، ولديه شجاعة فائقة وبارع في الخروج من مرماه. - حمدي القصراوي 18-1-1983 من الترجي، يا له من فارق شاسع في العمر بينه وبين بومنجيل، وهو ليس أساسياً في ناديه مع العاجي جون جاك تيزي، ولم يلعب أي مباراة في التصفيات، وكل رصيده خمس مباريات دولية فقط. - عادل نفزي 16-3-1974 المنستير، كان انضمامه مفاجأة ضخمة للجميع على حساب حارس ارسيز سبور التركي، الذي شارك في التصفيات. الدفاع: - حاتم الطرابلسي 25-1-1977 من اياكس الهولندي، وأسهم في فوزه أخيراً بكأس هولندا، لكنه سيترك اياكس في الموسم المقبل إلى أحد أندية انكلترا، لعب 55 مباراة دولية بينها 6 في التصفيات، يؤدي واجباته الهجومية بامتياز، ما يجعله من أحسن لاعبي الظهير الأيمن في العالم، شارك في المونديال الأخير. رقم 6. - كريم حقي 20-1-1984 من ستراسبورغ الفرنسي، لم ينقذ ناديه من الهبوط إلى الدرجة الثانية، لكنه متألق باستمرار مع المنتخب، وسجل آخر أهداف تونس في أمم أفريقيا 2006. - راضي الجعايدي 30-8-1975 من بولتون واندررز الإنكليزي، فقد مكانه الأساسي في ناديه في نهاية الدوري، على رغم أنه أكثر لاعبي تونس مشاركة في التصفيات ولعب 810 دقائق عبر 9 مباريات، ويقترب من دخول نادي المئة الذي يتصدره طارق دياب برصيد 107 مباريات، وهو من أبرع المدافعين في ألعاب الهواء، ويتقدم الكرات الثابتة. رقم 15. - أنيس العياري 16-2-1982 من سامسون سبور التركي، لم يحصل على أكثر من 17 دقيقة في مباراتين في التصفيات، ومن المنتظر أن ينال فرصة كبيرة في المونديال بعد غياب كلايتون. رقم 19. - ديفيد جمالي 13-2-1974 من بوردو الفرنسي، رفض الانضمام إلى منتخب تونس على مدار 10 سنوات، واستجاب أخيراً لنداء روجيه لومير لإنهاء مشواره الكروي بعدما تجاوز 32 عاماً، وفي سجلاته أنه شارك في كأس العالم. رقم 18. وجاء اختياره مفاجأة، لأنه لم يلعب سوى مباراة دولية واحدة ولم يعد أساسياً في بورود، ولم يكن جيداً في الخسارة الودية صفر- 1 أمام صربيا، وهو من أب تونسي وأم يهودية، وكان المدرب كاشبرساك أول من دعاه إلى المنتخب. - كريم سعيدي 24-3-1983 من ليتشي الإيطالي، رصيده مباراتان أيضاً في التصفيات، ولكن فرصته كبيرة في المونديال. يرتدي الرقم 21. - علاء الدين يحيى 29-9-1981 من سانت ايتين الفرنسي، شارك في 4 مباريات في التصفيات، ومن المتوقع حصوله على مكان أساسي في المونديال. رقم 4. - مهدي ميرياه 5-6-1979 من النجم الساحلي، لم يلعب نهائياً في التصفيات، ولكن تألقه اللافت في الشهور الأخيرة مع ناديه محلياً وقارياً أعطاه الفرصة في المونديال. يرتدي الرقم 7. الوسط: - رياض بوعزيزي 8-4-1973 من ارسيز سبور، كابتن المنتخب وأحد المخضرمين، يقترب من 100 مباراة دولية، طاقة هائلة في وسط الملعب، ويؤدي واجباته الهجومية بإجادة، أحرز هدفاً برأسه في زامبيا في أمم أفريقيا 2006، شارك في كأس العالم الماضية، وخاض 7 مباريات في التصفيات. رقم 13. - عادل الشاذلي 16-9-1976 في نورمبورغ الألماني، لن تكون الأرض الألمانية والجماهير غريبتين عليه في النهائيات، أحد الأعمدة الأساسية في التأهل عبر التصفيات. - قيس الغضبان 7-1-1976 من كونياسبور التركي، أحد الوجوه التقليدية في المنتخب التونسي على مدار 10 سنوات، ونهائيات المونديال ليست جديدة عليه، خاض 7 مباريات في التصفيات وسجل هدفين، يقوم بدور صانع الألعاب بامتياز بعد اعتزال زبيربيه، ولكن نقص اللياقة يقلل فرصته. رقم 10. - سفيان المليتي 18-9-1978 من غازيانت سبور التركي، لم ينضم إلى المنتخب إلا متأخراً ورصيده الإجمالي 13 مباراة دولية. - جوهر المناري 8-11-1976 من نورمبورغ، وجه قديم ولديه خبرات ضخمة، سواء مع المنتخب أم في الملاعب الألمانية، بين أكثر اللاعبين مشاركة في التصفيات برصيد 9 مباريات. رقم 12. - مهدي نفطي 28-11-1978 من برمنغهام سيتي الإنكليزي، اشترك في 5 مباريات في التصفيات وسجل هدفاً. رقم 8. الهجوم: - كريم السديري 29-7-1979 من روزنبورغ النروجي، لم يكن في الحسبان، بدليل مشاركته في 27 دقيقة فقط في التصفيات واستبعاده من النهائيات الأفريقية 2006، ولكن نجاحه أخيراً مع ناديه في دوري الدرجة الأولى الإنكليزي أهداه مقعداً في المونديال. - زياد الجزيري 12-7-1978 من ترويس الفرنسي، عصبي جداً حتى مع مدربه، ودخل معه في نقاش حاد عندما استبدله في مباراة زامبيا في أمم أفريقيا 2006 أمام الجميع. - عصام جمعة 28-1-1984 من لنس الفرنسي، أحد أبناء الجيل الجديد، وأثبت وجوده في المنتخب الأوليمبي واحترف صغيراً. - فرانسيليودو دوس سانتوس 20-3-1979 من تولوز الفرنسي، قصة نجاح باهرة وسرّ تحول منتخب تونس إلى الانتصارات. - ياسين الشيخاوي 22-9-1986 النجم الساحلي، أصغر اللاعبين عمراً، لم يلعب دولياً على الإطلاق وبالطبع لم يكن موجوداً في التصفيات، لديه حس تهديفي رائع داخل منطقة الجزاء، على رغم قلة خبرته. الرقم 9. - حامد الناموشي 14-2-1984 من رينغرز الاسكتلندي، وجه جديد في المنتخب، نال فرصته فقط من لومير، ولعب 3 مباريات في التصفيات، وشارك في بعض المباريات في أمم أفريقيا 2006، الرقم 20. المدرب: الفرنسي روجيه لومير هو أول مدرب في التاريخ يقود منتخبين للفوز ببطولتي قارتيهما مع فرنسا في أوروبا 2000 ومع تونس في أفريقيا 2004، يكمل 65 عاماً قبل يوم من مباراته ضد إسبانيا، ما يعكس حجم خبرته العملاقة، عوض إخفاقه في عبور الدور الأول مع فرنسا في مونديال 2002 بنجاحه في تأهيل تونس إلى مونديال 2006، ويتميز بالهدوء الشديد وعدم الاهتمام بالنقد، ورفع تونس إلى أعلى مكان لها في التصنيف العالمي بالوصول إلى المركز 23. الإقامة والمباريات اختار لومير بعناية فندق ميركيور في شفاين فورت في ولاية بافاريا لإقامة المنتخب خلال المونديال. وتلعب تونس أولاً في اليانز ارنيا في ميونيخ مساء 14 حزيران يونيو مباراتها العربية ضد السعودية، وهي مهمة للطرفين، والفائز سيكمل المشوار نحو بطاقة التأهل، والمباراة الثانية مساء 19 حزيران في شتوتغارت ضد أقوى منتخبات المجموعة الثامنة إسبانيا، وإسدال الستار على الدور الأول سيكون في برلين مع مباراة تونس وأوكرانيا مساء 23 حزيران. التصفيات بفارق نقطة واحدة انتزعت تونس بطاقة التأهل في مجموعتها الأفريقية من جارتها المغرب. وعلى رغم الخسارة في غينيا والتعادل في مالاوي إلا أن تونس تفوقت على المغرب الذي لم يخسر على الإطلاق، ولكن المغاربة فرطوا بغرابة في مباراتهم في نيروبي ضد المنتخب الكيني الضعيف. فازت تونس ذهاباً وإياباً على بتسوانا 4 -1 و3-1، وعلى كينيا 1- صفر و2 - صفر، وفازت وتعادلت مع مالاوي 7- صفر و2-2، وتبادلت الفوز مع غينيا 2-صفر و1- 2، وأخيراً تعادلت مرتين مع المغرب 1-1 و2-2. التاريخ ثلاث مشاركات سابقة في نهائيات كأس العالم أعوام 1978 و1998 و2002، وعبر تلك الدورات خرجت تونس باستمرار من الدور الأول، ولعبت 9 مباريات، فازت في واحدة وتعادلت 3 مرات وخسرت 5 مباريات، وسجلت 5 أهداف ودخل مرماها 11 هدفاً.