أعلن الشيخ حسن ضاهر عويس، الرئيس الجديد ل"المحاكم الاسلامية"في الصومال، استعداده لاقامة"شراكة مع الأميركيين"الذين يصفونه بالإرهابي. وقال عويس الموجود في منطقة جلجدود في اتصال أجرته معه وكالة"فرانس برس"من مقديشو:"نحن مستعدون لاقامة شراكة مع الأميركيين. نريد العمل معهم إذا ارادوا ذلك، ونريد ان يكفوا عن التدخل في الشؤون الداخلية الصومالية". وأضاف:"على اميركا ان تدرك ان جميع الناس متساوون وانه لا يحق لأحد فرض سياسات على الآخرين، لا سيما كيف ندير بلادنا. من حقنا تطبيق القوانين التي نريد لحكم بلادنا، واذا اتبعنا الشريعة، فهذا ليس من شأن الولاياتالمتحدة". وياتي موقف عويس في وقت اعتبر رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي أن اتحاد"المحاكم الإسلامية"الذي يسيطر على جنوبالصومال، يهيمن عليه أعضاء"تنظيم إرهابي"ما يشكل"خطراً"على أديس أبابا. وقال ملس زيناوي في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس:"في الوقت الحالي فإن القيادة الجديدة يهيمن عليها الاتحاد وهو تنظيم إرهابي معروف دولياً"، في إشارة إلى جماعة"الاتحاد الإسلامي"التي كان أسسها الزعيم الجديد ل"المحاكم"الشيخ حسن ضاهر عويس. وتتهم الولاياتالمتحدة عويس وجماعته بالاتصال بتنظيم"القاعدة"، وهي تهمة ينفيها زعيم الإسلاميين الصوماليين. واعتبر زيناوي أن اختيار عويس على رأس"المحاكم الإسلامية"يؤكد أنها"مجموعة خطيرة". وأضاف:"في الحقيقة فإن رئيس المجلس الجديد الذي أقاموه هو كولونيل وهو أيضاً رئيس جماعة الإتحاد الإسلامي". وأشار إلى أن"الاتحاد ضالع في اعتداءات ارهابية في أديس أبابا. إنه تنظيم إرهابي لا يمنعه وخز الضمير من أن يزرع القنابل في الفنادق، ولذا سيكون من الحكمة لنا أن نتخذ إجراءات احتياطية مناسبة". لكنه نفى أن تكون اثيوبيا أرسلت قواتها إلى الصومال، كما أكد الإسلاميون. وقال:"لم ننتهك حظر الأسلحة ولم نرسل قوات إلى الصومال. غير أننا عززنا دفاعاتنا على امتداد حدودنا لنمنع أي خطر على أمننا قد يأتي من انبعاث الجهاديين في مقديشو". ميدانياً، استولى الإسلاميون على ثلاث نقاط تفتيش بعد معركة استمرت نحو ساعة مع ميليشيا تابعة لعبدي حسن عوالي، وهو أحد زعماء قبيلة"حبر غدير"التي يتحدر منها زعيم الحرب السابق محمد فارح عيديد. وقال شاهد يدعى دهير ياري إن"مئات الأشخاص، غالبيتهم من النساء والأطفال، فروا من منازلهم، خوفاً من اندلاع القتال في أي لحظة". واعتبرت الحكومة الانتقالية هجوم"المحاكم"انتهاكاً لوقف إطلاق النار الذي تعهده الطرفان في اتفاق الخرطوم الأسبوع الماضي. وقال نائب وزير الإعلام صلاد علي جيلي إن هذه العملية هي"انتهاك واضح"للاتفاق. وتربط نقطة التفتيش التي استولى عليها الإسلاميون مقديشو بمنطقة"شابيللا السفلى". وكان المسلحون القبليون الذين يسيطرون عليها يفرضون إتاوات على السيارات. وقُتل ثلاثة من رجال عوالي وثلاثة من المدنيين خلال العملية التي نفذها مقاتلو"المحاكم". من جهة أخرى، أيد الإتحاد الأفريقي طلب الحكومة الانتقالية إلى الأممالمتحدة تخفيف حظر الأسلحة، قائلاً إن الإجراءات تعرقل مهمة تعزيز السلام الإقليمي وتمنع الحكومة من إعادة بناء قوات الأمن.