عندما أعلن المدرب السويدي زفن غوران اريكسون عن تركه تدريب منتخب انكلترا، عقب الانتهاء من منافسات كأس العالم الجارية، فإن الاتحاد الانكليزي لكرة القدم آثر ان يعلن عن خليفته قبل بدء المونديال في محاولة لتكريس الاستقرار، ومن بين المرشحين كان المدرب البرازيلي لويس فيليبي سكولاري، الذي سيقود البرتغال السبت المقبل ضد المنتخب الانكليزي، ضمن ربع نهائي المونديال، في محاولة لتكرار هيمنته عليه. خلال فترة البحث عن خليفة اريكسون، وقبل الاعلان عن تعيين مساعده ستيف مكلارين مدرباً، كان يتقدم السباق نحو الحظي بالوظيفة الاكثر دخلاً في عالم تدريب المنتخبات الوطنية، الهولندي غوس هيدينك وسكولاري، على رغم الاعتراضات الشديدة على التوجه نحو تعيين مدرب اجنبي مجدداً، لكن كثيراً من المتابعين رأوا في تعيين سكولاري مدرباً فرصة لكسر عقدة المدرب البرازيلي الذي انتزع البسمة من شفاه ملايين الانكليز في آخر بطولتين كبيرتين، ففي مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، تمتع المنتخب الانكليزي بأقوى خط دفاع، وعندما قاد سكولاري منتخب بلاده البرازيل الى ربع النهائي فان الخط الانكليزي الخلفي تفكك، وخرج مهزوماً 1-2، وواصل سكولاري والبرازيل مشوارهما الى المباراة النهائية والفوز باللقب، وفي نهائيات كأس الامم الاوروبية عام 2004 في البرتغال طل سكولاري مجدداً في الدور ربع النهائي لكن بقميص المنتخب البرتغالي، واوصل الانكليز الى حافة الهاوية، واوقعهم بركلات الترجيح، ما سبب عقدة للانكليز ولاريكسون تحديداً، ويوم السبت المقبل، وأيضاً في ربع النهائي، ستخفق قلوب الانكليز اسرع من كل مرة وهم على علم بأن منتخبهم في حاجة الى اكثر من مجرد حظ جيد للتغلب على سكولاري وفريقه"الشرس"الذي اثبت في مباراته ضد المنتخب الهولندي في الدور السابق انه يملك العزيمة على القتال حتى الرمق الاخير، فيما سيزأر اسود الانكليز في صمت كعادتهم، إذ بات شعار"المهم النتائج الايجابية"، سائداً في ظل عروضهم المتواضعة والرديئة، وعلى رغم خسارة البرتغاليين نجمي خط وسطهم ديكو وكوستينيا بداعي الايقاف بعد طردهما في اللقاء السابق، فإن اكثر ما يقلق الانكليز استعادة النجم الاول لويس فيغو مستواه المعهود، وربما حان الوقت لاريكسون بأن يعترف بخطأ ضم فقط أربعة مهاجمين، بينهم المصاب وين روني، والعائد من الاصابة مايكل اوين، والعملاق المحدود القدرات بيتر كراوتش، و"الطفل"ثيو وولكوت، الذي تزداد الشكوك في امكان مشاركته في النهائيات، واليوم، وبعد اصابة اوين وعودته الى بلاده، فان اريكسون عملياً لا يملك سوى"الثائر"روني، وهو لكثير من الانكليز قد يكون كافياً.