سيكون ملعب لا لوز في لشبونة مسرحا لمواجهة ثأرية بين البرتغال المضيفة وانكلترا لحجز مقعد في الدور نصف النهائي لبطولة امم اوروبا 2004 لكرة القدم. وكانت البرتغال قد حولت تخلفها صفر-2 امام انكلترا الى فوز 3-2 في الدور الاول من النسخة الاخيرة لبطولة امم اوروبا في هولندا وبلجيكا عام 2000. والتقى المنتخبان 20 مرة حتى الان، فكان الفوز من نصيب انكلترا 9 مرات مقابل 3 للبرتغال، وتعادلا 8 مرات. والتقى المنتخبان للمرة الاخيرة في 18 فبراير الماضي وانتهت المواجهة التي اقيمت في فارو بالتعادل 1-1. وكانت انكلترا قد تقدمت بهدف لليدلي كينغ في الدقيقة 47 في اول مباراة دولية له، قبل ان يدرك باوليتا التعادل في الدقيقة 70 من ركلة حرة. وتحمل المباراة مواجهة ثأرية ثانية بيد انها على صعيد مدربي المنتخبين حيث يسعى مدرب انكلترا السويدي زفن غوران اريكسون الى رد الاعتبار لنفسه من مدرب البرتغال البرازيلي لويز فيليبي سكولاري بعدما قاد الاخير منتخب بلاده الى اخراج انكلترا من الدور ربع النهائي بفوزه عليها 2-1 قبل ان يحرز اللقب. وتكتسي المباراة أهمية كبيرة بالنسبة للمنتخبين الساعيين الى الذهاب بعيدا في البطولة واحراز لقبها، فالجيل الذهبي للبرتغال بقيادة المخضرمين لويس فيغو وروي كوستا وفرناندو كوتو يسعى الى تتويج مسيرته بلقب قاري يكون باكورة القابه بعد ان توجوا ابطالا للعالم للناشئين مرتين في التسعينات. اما الانكليز فيأملون بدورهم في معانقة الالقاب للمرة الاولى منذ احرازهم كأس العام عام 1966 علما بانه اللقب الوحيد لهم حتى الان. والخطأ ممنوع على المنتخبين في مباراة الغد لان الخاسر لا يملك فرصة للتعويض وسيودع البطولة من بابها الواسع، في حين سيخطو المتأهل خطوة كبيرة نحو اللقب. وتصدر المنتخب البرتغالي المجموعة الاولى برصيد 6 نقاط امام اليونان (4)، فيما حلت انكلترا ثانية في المجموعة الثانية برصيد 6 نقاط بفارق نقطة واحدة خلف فرنسا حاملة اللقب. ونجح مدرب البرتغال لويز فيليبي سكولاري في اخراج فريقه من صدمة خسارة المباراة الافتتاحية وقاده بامتياز الى الدور ربع النهائي بتحقيقه فوزين غاليين على روسيا 2-صفر واسبانيا 1-صفر. وأجرى سكولاري تبديلات عدة على التشكيلة التي خسرت امام اليونان واعتمد بشكل كبير على لاعبي بورتو بطل دوري ابطال اوروبا حيث شكل منهم نواة المنتخب فكان التغيير ايجابيا بنسبة كبيرة وحقق فوزين ثمينين تخطى بهما الدور الاول. كما ان سكولاري اذعن لطلبات المشجعين البرتغاليين باشراكه مهاجم مانشستر يونايتد الانكليزي كريستيانو رونالدو اساسيا منذ البداية فكان الاخير عند حسن ظنه وأعطى دعما كبيرا لخط الهجوم وابلى بلاء حسنا ضد اسبانيا في المباراة الاخيرة ومد زملاءه بكرات على اطباق من ذهب. وكان رونالدو قد لعب احتياطيا في المباراة الاولى ضد اليونان وسجل هدف الشرف لمنتخب بلاده، ثم دخل احتياطيا في الثانية ضد روسيا وكان وراء الهدف الثاني الذي سجله روي كوستا، قبل ان يفرض نفسه كأحد نجوم المباراة الثالثة ضد اسبانيا قبل ان يخرجه سكولاري تحت تصفيق حاد من الجمهور في الدقيقة 85. ويعتبر رونالدو نجما صاعدا في سماء الكرة البرتغالية وأصغر لاعب في تشكيلة البرتغال في بطولة امم اوروبا، وهو يمتاز بمراوغاته السريعة والاستعراضية ولا يترك مجالا للمدافعين للتفكير في كيفية ايقافه، كما يمتاز بالتسديدات القوية والتمريرات العرضية المركزة. وأكد رونالدو أن البرتغال لا تخاف اي منتخب رافضا مقارنته بنجم انكلترا واين روني.