صعدت روسيا من لهجتها حيال الملف الإيراني، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده"لا تنوي دخول أي أحلاف مقدسة"ضد أي طرف، محذراً من ان العالم بات يقف على حافة مواجهة وصفها بأنها"عقيمة". وشدد بوتين على معارضة روسيا اللجوء إلى لغة الإنذار في التعامل مع الأزمة النووية الإيرانية ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل. وقال خلال اجتماع لسفراء روسيا المعتمدين لدى الدول والمنظمات الأجنبية عقد في موسكو أمس، إن"روسيا لن تنضم إلى توجيه إنذارات إلى أحد"، معتبراً هذه الآليات"توصل الأمور إلى حائط مسدود، وتلحق أضراراً بالغة بسمعة مجلس الأمن وصدقيته". وأكد الرئيس الروسي موقف بلاده التزام"الوسائل الديبلوماسية - السياسية لتسوية المشكلات العالقة"، واعتبر ذلك"اكثر فعالية"من اجل التوصل إلى"حلول وسط تقوم على القانون الدولي". وكرر بوتين دعوة موسكو إلى إنشاء مراكز دولية لتخصيب اليورانيوم، معتبراً الاقتراح"حلاً عملياً للمشكلة القائمة". ولفت مصدر تحدثت معه"الحياة"إلى أن كلام بوتين عكس الموقف الروسي الرافض بقوة لمحاولات تحديد سقف زمني للإيرانيين من اجل إعلان التزام طهران بالمطالب الدولية، مشيراً إلى أن موسكو تعتقد بأن منح إيران مهلة زمنية محددة سيتبعها بالضرورة فرض عقوبات على طهران، وهو الموقف الذي ترفضه موسكو في شدة. وزاد المصدر أن روسيا لا تشاطر الدول الغربية قناعتها بوجود"خطر نووي إيراني على المدى القريب"، وتعتقد أن فرض أي عقوبات في المرحلة الحالية سيلحق ضرراً بالغاً بالمصالح الاقتصادية لروسيا في إيران وخصوصاً مشروع بناء محطة"بوشهر"الذي يتوقع أن يليه عقد لبناء ست محطات مماثلة. وحمل حديث الرئيس الروسي تحذيراً مباشراً من تداعيات محتملة لتزايد سخونة الأوضاع في العالم. ولفت إلى ما وصفه بأنه"اتساع رقعة الصراعات والمواجهات"، معتبراً أن لا غرابة في تزايد الأحاديث أخيراً حول"حتمية الصراع بين الحضارات"، ما يعد مؤشراً إلى استعداد العالم لدخول مرحلة طويلة من المواجهة شبيهة بالحرب الباردة. في الوقت ذاته، دعا الرئيس الروسي واشنطن إلى الشروع فوراً في مفاوضات لتمديد اتفاق نزع التسلح الذي ينتهي مفعوله مع حلول العام 2009، واعتبر العلاقات الثنائية بين البلدين"عنصراً مهما في الاستقرار الاستراتيجي". لكنه لفت إلى ضرورة"إدخال كثير من التغيرات على العلاقات القائمة حالياً بين موسكووواشنطن، مشدداً على ضرورة أن"تبنى الشراكة على مبادئ التبادلية والندية والاحترام المتبادل"من اجل أن تحمل التغيرات المطلوبة"طابعاً إيجابياً". محطتان نوويتان من جهة أخرى، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني مهدي صفاري لصحيفة"غازيتا"الروسية أن بلاده تأمل في تذليل الصعوبات التي تعرقل أعمال بناء محطة بوشهر النووية وتعتزم الطلب من روسيا بناء محطتين أخريين. واعترف صفاري، السفير الإيراني السابق في روسيا الذي ساهم في إطلاق التعاون النووي بين البلدين، بأن مشكلات تعطل أعمال بناء محطة بوشهر التي يجب أن تنتهي رسمياً في 2007. وقال في حديث أجرته معه الصحيفة في طهران ان"مديري المؤسسات الروسية يتبدلون ومواعيد التسليم تتأخر والاتفاقات لا تحترم. فقد عُيّن مدير جديد في شركة متخصصة في سان بطرسبورغ والمعدات لم تسلم بعد"من دون أن يكشف اسم المؤسسة. وزاد:"لكننا نأمل في حل هذه المشكلات بسرعة ونريد أن نطلب من روسيا بناء محطتين نوويتين جديدتين بقوة ألف ميغاوات كل واحدة"، مذكراً بأن الخطط الإيرانية على المدى الطويل هي زيادة قوة كل محطة الى 20 ألف ميغاوات. في غضون ذلك، شدّد وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متقي خلال استقباله للرئيس السنغالي عبدالله واد على الأولويات الإيرانية في الموضوع النووي، وهي الحق الإيراني في الاستفادة السلمية من الطاقة النووية وإصلاح اتفاقية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل وتعزيزها.