تستضيف مدريد على مدى ثلاثة أيام"المنتدى الاجتماعي العالمي الثاني للنزوح والهجرة"تحت عنوان:"مواطنية عالمية وحقوق إنسان"، بمشاركة اكثر من ألفي خبير من علماء وأكاديميين وفنانين وسياسيين وأدباء وزعماء للهنود الاصليين، ومندوبي اكثر من الف منظمة اجتماعية ورجال دين ينتمون الى 86 بلداً، بهدف تبادل الأفكار"لبناء عالم افضل يتميز بالعدل والمساواة". اما المواضيع المطروحة والتي ستناقش في 241 نشاطاً مختلفاً بينها ورش عمل وندوات، فتشمل تأثير العولمة على حركات النزوح والتعايش والتهميش وحقوق المهاجرين واللاجئين وقوانين تسوية أوضاعهم والسياسات المتبعة في هذا الشأن. وأكد المطران ديميتريو فالنتيني، رئيس دائرة الهجرة في أسقفية ساو باولو لدى افتتاحه المنتدى ان"مجرى حياتنا الذي باتت تسيطر عليه عوامل السرعة والضغط اليومي، لم يعد يسمح لنا ان نتوقف قليلاً لنفكر في هذه المواضيع التي تزداد اهميتها يوماً بعد يوم". وأضاف:"يجب ان نستعيد القيم الأخلاقية لنتوصل الى مواطنية عالمية على قاعدة حقوق الإنسان ... علينا تحقيق اهداف محددة مثل قيادة السياسة للشعوب لتقود القيم الأخلاقية للسياسة ثم نضع الاقتصاد في خدمة الحياة...". أما مقرر الأممالمتحدة لحقوق التغذية جان زيغلير فتكلم باسمه الشخصي ليكون اكثر صراحة وحرية، فقال ان"النظام العالمي يغتال يومياً"مئة الف جائع، على رغم قدرته على تغذية 12 الف مليون نسمة اي ضعف سكان العالم". وشرح وضع المجاعة في اقريقيا وتحدث عن"الهجرة القسرية"، موضحاً ان الذين ينزحون او يهاجرون لا يفعلون ذلك تلبية لرغبة شخصية او بملء ارادتهم بل يهربون من كارثة انسانية تتعرض لها شعوبهم. انهم يبرزون مأساة وبؤس سكان افريقيا". والمنتدى الاجتماعي العالمي الأول عقد في مدينة بورتو اليغري البرازيلية العام الماضي، بهدف البحث عن حلول على المستوى الدولي لمشاكل النزوح والهجرة والفقر، في محاولة ليصبح العالم الذي نعيش فيه اكثر مساواة وعدالة وتضامناً. وتكرس كمسيرة عالمية دائمة في هذا الاتجاه. ومن المنتظر ان تصدر عنه يوم غد السبت "افكار وتأملات يمكن ان يضعها السياسيون على جداول اعمالهم".