يبدأ نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم اليوم الجمعة، اجتماعاً مغلقاً يستمر ثلاثة أيام في أحد منتجعات مدينة أنطاليا السياحية على البحر المتوسط، يقومون خلاله أداء الحزب وإنجازاته وأخطاءه خلال العام الماضي، فيما يركز زعيم الحزب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان على مناقشة فكرة الاحتكام الى انتخابات برلمانية مبكرة في الخريف المقبل، وذلك على رغم نفيه مراراً ذلك الاحتمال. وأشار مقربون من اردوغان الى ان الحزب يقوم حالياً بعمليات استطلاع سرية لآراء الناخبين من اجل تحديد مستوى شعبيته في الفترة الحالية، وأن مستشاري اردوغان يلحون عليه للجوء الى الانتخابات المبكرة، بحجة ان الحزب سيحصل خلالها على نتائج افضل بكثير من النتائج التي قد يحققها اذا دخل الانتخابات في موعدها الأصلي في تشرين الثاني نوفمبر من العام المقبل. ويستند مستشارو اردوغان الى ثلاث نقاط مهمة من شأنها ان تتسبب في تراجع شعبية الحزب اذا استمر في الحكم حتى موعد الانتخابات العام المقبل، أهمها، الأزمة السياسية المرتقبة مع الاتحاد الأوروبي نهاية هذا العام، بسبب عدم اعتراف تركيا بجمهورية قبرص، اذ أمهل الاتحاد أنقرة حتى تشرين الاول اكتوبر المقبل، لتقديم اعتراف بقبرص والتعامل معها تجارياً. ويؤدي قبول هذا الشرط الأوروبي الى تراجع شعبية اردوغان وحزبه في وقت يزداد فيه التيار القومي قوة في البلاد. وفي المقابل فان الدخول في أزمة مع أوروبا حول هذا الموضوع من شأنه ان يعرقل كل مشاريع الحكومة الاقتصادية المرتكزة على بدء مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي، وقد تتسبب في تعميق الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تركيا حالياً، كما انها تفقد الحزب أصوات الداعمين للانضمام الى الاتحاد الأوروبي من مؤسسات رجال الأعمال والليبراليين الذين ايدوا الحزب سابقاً. والى جانب ملف الأزمة مع الاتحاد الأوروبي فأن أزمة مرتقبة مع العسكر قد تندلع في آب اغسطس المقبل، مع تعيين قائد جديد للأركان بعد تقاعد القائد الحالي الجنرال حلمي اوزكوك، اذ ترفض بعض القوى داخل حزب العدالة تولي الجنرال يشار بيوك انيط المعروف بتصريحاته النارية والمتحدية للحكومة هذا المنصب، على رغم أن المؤسسة العسكرية رشحته لذلك. ويضيف مستشارو أردوغان ان انتخابات رئاسة الجمهورية التي ستجرى في نيسان ابريل العام المقبل، ستسهم ايضاً في تراجع شعبية أردوغان لأنه قد يضطر حينها الى عدم ترشيح نفسه نزولاً عند مطالب التيار العلماني ليتجنب أزمة سياسية كبيرة. في المقابل فإن قيادات الحزب ترى أن اياً من الأحزاب السياسية غير مستعد حالياً للانتخابات وأن الأحداث التي وقعت في تركيا خلال الأشهر الثلاث الماضية من اعتقالات في صفوف العسكر وكشف عصابات كانت تخطط لاغتيال أردوغان وأخرى تريد تشويه سمعة الإسلاميين وإظهارهم بصورة الإرهابيين من خلال الصاق تهمة قتل قاضٍ علماني بهم، كلها زادت من شعبية أردوغان الذي يبدو انه قد استساغ فكرة الانتخابات المبكرة وبدأ بالدعاية الانتخابية من خلال تصريحاته المتحدية للاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي.