قللت الولاياتالمتحدة من شأن تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير جدد فيها معارضته نشر قوات دولية في دارفور، واعتبرتها"مناورات"لإرجاء نشر القوة الدولية. وأعلن مصطفى عثمان إسماعيل، مستشار البشير، أن المفاوضات بين الخرطوم ومتمردي شرق السودان ستستأنف في 17 تموز يوليو، مؤكداً أن الجولة الأولى التي أسفرت عن اتفاق مبدئي في أسمرا"حققت نجاحاً كبيراً". وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية آدم ايريلي في معرض تعليقه على تصريحات البشير:"لن نوافق على رد سلبي". واضاف للصحافيين أول من أمس:"ينبغي أن نواصل العمل على كل أوجه المشكلة، في قوة وثبات، لضمان رد دولي فعال على أزمة مستمرة منذ وقت طويل جداً". وأكد أن"سياستنا لا تتعلق بتصريح أو بآخر. سياستنا مبنية على الحقائق الميدانية وحاجات الناس في دارفور ومصالح المجموعة الدولية، وما نعتبره نحن وحلفاؤنا صحيحاً وضرورياً". غير أنه أعرب عن اعتقاده أن"الحكومة السودانية ستدرك هي ذلك في نهاية المطاف". وكان البشير تعهد خلال لقاء لحزب المؤتمر الوطني الحاكم مساء الاثنين، منع أي تدخل عسكري دولي أثناء وجوده في الحكم. واضاف أن"السودان الذي كان أول دولة تنال استقلالها من دول جنوب الصحراء لن يكون الدولة الأولى التي يعاد استعمارها الآن". واتهم اللوبي اليهودي بالوقوف وراء الحملة ضد بلاده في أميركا. وتواجه الخرطوم التي تتهمها الولاياتالمتحدة بارتكاب إبادة بسبب قمعها الدامي للتمرد في دارفور، ضغوطاً دولية متزايدة لحملها على الموافقة على قبول انتشار قوة الأممالمتحدة في الإقليم. وأكد ايريلي أن واشنطن لا تريد فرض تدخل دولي في السودان. وقال:"هذا ليس خيارنا الذي نفضله ... خيارنا المفضل الذي يحظى بدعم الولاياتالمتحدة والحلف الاطلسي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة، هو توفير الأمن والاستقرار في دارفور بالتنسيق مع الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي وبدعم من الحلف الأطلسي، في إطار تسوية سياسة أشمل". لكن مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الافريقية جنداي فريزر اتهمت الحكومة السودانية باعتماد"مناورات للتسويف"بهدف إرجاء انتشار القوة الدولية. وقالت للصحافيين في أوغندا:"ينبغي أن تتذكروا أن الخرطوم كانت اعربت قبل وصول الاتحاد الافريقي إلى دارفور عن معارضتها لمجيء القوات الأفريقية. واليوم، تعلن الحكومة انها تريد فقط قوات أفريقية". وأضافت أن موقف الخرطوم"لا يفيد لحماية مواطنيها ولا يفيد سمعتها". من جهة أخرى، قال مصطفى عثمان اسماعيل إن جولة التفاوض مع متمردي"جبهة الشرق"ستعقد"في 17 تموز يوليو في العاصمة الاريترية". ووقعت الخرطوم وزعيم متمردي جبهة الشرق موسى محمد أحمد الاثنين اتفاقاً لوقف أعمال العنف، يهدف إلى وضع حد لمعارك متقطعة استمرت أكثر من عشرة أعوام. واكد عثمان للصحافيين في الخرطوم بعد عودته من أسمرا أن"الجولة الأولى من المفاوضات حققت نجاحاً كبيراً وبلغت الغاية المرجوة منها".