عبرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس الخميس، عن تأييد الولاياتالمتحدة لاضطلاع حلف شمال الاطلسي بدور محتمل في منطقة دارفور في غرب السودان، لا سيما في شكل دعم لوجستي اذا طلب الاتحاد الافريقي ذلك. وأعلنت رايس في مؤتمر صحافي، اثر اجتماع غير رسمي مع نظرائها في الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي في عاصمة ليتوانيا:"اذا كان هناك طلب في هذا الشأن، فآمل بان يرد عليه الحلف الاطلسي ايجابياً". وأكدت ان الاتحاد الافريقي قد"يحتاج الى مساعدة على صعيد الامكانات التي تتطلب على الارجح وسائل تخطيط وامكانات لوجستية". وقالت رايس:"من مسؤوليتنا جميعاً ان نبذل كل ما في وسعنا لتخفيف المعاناة في دارفور وايجاد الظروف المواتية لايصال المساعدات الانسانية وتراجع العنف". وقبل ذلك، أشار الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر الى انه تم التطرق الى الموضوع خلال غداء جمع وزراء الخارجية بناء على طلب من رايس. وأكد ان الأمر لا يتعلق"بارسال قوات الحلف الاطلسي الى دارفور"بل بالبدء في البحث في كيفية تقديم الحلف الاطلسي مساعدة للاتحاد الافريقي اذا طلبها الاتحاد او الاممالمتحدة. لكن وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه ابدى أمس في فيلنيوس تحفظاً ازاء هذا الامر، مؤكداً انه يفضل دوراً يقوم به الاتحاد الاوروبي بدل الحلف الاطلسي. ويعتزم الاتحاد الافريقي مضاعفة عديد قواته للسلام الذي كان محدداً بثلاثة آلاف رجل في دارفور، المنطقة التي تشهد حرباً أهلية وأزمة انسانية خطيرة. وقرر مجلس الأمن ارسال بعثة من عشرة آلاف رجل الى السودان لمراقبة تطبيق اتفاق السلام المبرم بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"في كانون الثاني يناير. وفي هذا الاطار، وصل الى السودان حوالى اربعين رجلاً يشكلون طلائع قوة الأممالمتحدة لحفظ السلام. وقالت راضية عاشوري الناطقة باسم الممثل الخاص للأمم المتحدة في السودان يان برونك للصحافيين ان 44 ضابطاً من قوات الاممالمتحدة وصلوا الاربعاء الى السودان. وقالت عاشوري ان الجنرال فضل الهي اكبر بنغلادش قائد قوة حفظ السلام، سيزور مدن الجنوب الرئيسية، وهي ملكال وواو وجوبا"للاطلاع على الاستعدادات التي تمت على الأرض تمهيداً لانتشار قوات الاممالمتحدة". وتوقعت المفوضة الأعلى للأمم المتحدة للاجئين ويندي شامبرلن أمس الخميس، مستقبلاً قاتماً لملايين المدنيين النازحين من ديارهم في اقليم دارفور، ودعت الى زيادة عاجلة في المساعدات الدولية. وقالت شامبرلن لوكالة"فرانس برس"في القاهرة ان"هناك عدداً كبيراً من السكان الذين يعتمدون كلياً على المجتمع الدولي ولكن المساعدات المالية لا تأتي". وأضافت بعد زيارة للسودان ان"الحكومة السودانية تبذل قصارى جهدها من اجل اعادة الناس الى منازلهم. لكن جميع الذين تحدثت اليهم يعتقدون ان الأوضاع الامنية لا تسمح لهم بالعودة". وتابعت انه"لا يتم الرد على النداءات التي توجه من أجل مزيد من المساعدات ولا أرى حلاً على المدى القصير في دارفور". وتقدم المفوضية العليا للاجئين مساعدات الى حوالى مليوني نازح تركوا قراهم في اقليم دارفور منذ اندلاع النزاع قبل اكثر من عامين، اضافة الى مئتي الف لاجئ في تشاد. وأكدت شامبرلن ان المفوضية العليا للاجئين تلقت حتى الآن مليوني دولار فقط من اصل ثلاثين مليوناً تحتاجها لتمويل عمليات الاغاثة حتى نهاية العام. وقالت الاممالمتحدة ان اقليم دارفور يشهد أسوأ ازمة انسانية في العالم في الوقت الراهن. وفي اسمرا الحياة ذكر متمردو شرق السودان انهم قتلوا أحد عناصر الأمن في هجوم نفذوه على قافلة حكومية شرق مدينة القضارف، وحذروا من هجمات سيقومون بها في مناطق أخرى في السودان. واشار بيان أصدرته"جبهة الشرق"الى اشتباكات وقعت مساء أول من أمس بين قواتها و"قوة أمنية تتنقل على متن سيارة مدججة بالسلاح في منطقة الشقراب الواقعة شرق مدينة القضارف في شرق السودان". واكد"مقتل أحد عناصر الأمن وجرح سبعة آخرين"، موضحاً ان المتمردين"في حال تأهب كاملة لتنفيذ مهماتهم وهجماتهم في اي منطقة من مناطق السودان". ويأتي التصعيد بعد مقتل أحد طلاب شرق السودان الخميس الماضي في مواجهات بين طلاب جامعة النيلين والشرطة في الخرطوم.