البشرة الدهنية"خطأ مطبعي"يلحق ببشرة الوجه في اي عمر، ولا يقتصر ابداً على عمر المراهقة او"بثور الشباب"فقط كما يعتقد كثيرون. فهي لامعة، باهتة، من دون اي لون صحي وتبدو سميكة وترشح مادة دهنية مزعجة لدى الملمس. غالباً ما تظهر عليها النقاط السود التي تتحول سريعاً بثوراً ملتهبة ذات رؤوس بيض، تنغّص حياة من تغزو وجهها من دون رحمة. ويقول اطباء الجلد ان سبب تحول البشرة دهنية يعود الى نشاط كثيف لغددها التي تنتج مادة دهنية sebum او"زيتاً"اكثر من اللازم. فتظهر هذه المادة الدهنية على سطح البشرة وتجعلها تبدو لامعة وغير نظيفة، خصوصاً ان سماتها تبدو موسعة ومنفتحة. وغالباً ما يظهر هذا الخلل الهورموني في عمر المراهقة ليخف تدريجاً مع التقدم في العمر عندما لا تعود الغدد تفرز مادة"السيبوم"كما في السابق، ما يجعل البشرة جافة وغير رطبة في شكلها وملمسها. ويعود السبب الاساسي في هذا الخلل الى العامل الوراثي، كما الى النظام الغذائي ومستوى الهرمونات في الجسم، ناهيك بالحمل او المواظبة على حبوب منع الحمل. وقد تؤدي الحساسية على نوع ما من مستحضرات التجميل الى النتيجة ذاتها، كما الطقس الحار والرطب خصوصاً اذ لم تكن السيدة معتادة عليه. وقد تتحول البشرة دهنية في مساحات معينة فقط من الوجه، ولا سيما في ما يسمى علمياً بمنطقة"تي"T zone، اي الجبين والانف والذقن، ما يجعلها مزدوجة في تركيبتها. وقد تكون الافادة الوحيدة من البشرة الدهنية هي انها تؤخر ظهور التجاعيد وآثار العمر عليها، الا ان هذا النوع من البشرة يحتاج الى عناية خاصة منعاً لانسداد سماتها والتهابها بالتالي. من هنا اهمية تنظيفها مرتين يومياً، بالماء الساخن والصابون الخاص او السائل المنظف المضاد للإلتهابات، شرط الا يكون قاسياً على الوجه، لأن الغدد الدهنية ستعمل في شكل مضاعف حينها من اجل التعويض عن الجفاف الذي سببه الصابون القاسي. وينصح اطباء الجلد باستعمال الماء الساخن الذي يتولى تذويب الدهون وتنظيف البشرة منها، في شكل افضل بكثير من الماء الفاتر او البارد. كما يشيرون الى ضرورة استعمال كريم ليلي لمحيط العينين والفم والعنق، متى تخطى العمر الثلاثين، لأن هذه المساحات غالباً ما تجف سريعاً وتظهر عليها التجاعيد بشكل اسرع. ومن الافضل استعمال كريم مضاد للإلتهابات يومياً قبل وضع اي ماكياج، ما يخفف من الافرازات الدهنية ويعدّلها. كما يستحسن استعمال قناع منظف للوجه مرتين في الاسبوع، شرط ان يكون غير قاس على البشرة. من جهة ثانية، تبدو الوصفات الطبيعية القديمة ممتازة لعلاج البشرة الدهنية، بدءاً بتغطية البشرة بقناع مصنوع من ملعقة صغيرة من مزيج من عصير الليمون الحامض والخيار، نصف ساعة قبل الحمام يومياً... وصولاً الى منع لمعان المساحات الدهنية تحت الماكياج بفضل عصير الخيار الذي يوضع عليها ويترك ليجف قبل استعمال اي مستحضرات تجميلية. وتضيف المعلومات وجوب دهن الوجه مرات عدة يومياً بكميات متساوية من مزيج من عصير الليمون الحامض والماء الذي يترك ليجف قبل ان يغسل بالماء الفاتر، ومن ثم بالماء البارد. اما الحمية الغذائية فتترك اثراً أيضاً في الافرازات الدهنية، لذا يجب ان تكون غنية بالبروتين والخضر والفاكهة الطازجة وان تبتعد عن السكر والملح والدهون الحيوانية وكل المقادير المقلية او التي خضعت للزيت المقلي. كما يجب الانتباه الى تزويد الجسم بالفيتامينات الضرورية له ولا سيما ال B2 و ال B5 الموجودين في الحبوب الكاملة والفاصولياء والبندق والقمح الاسود والرز الكامل. ومن الغني القول ان كل المشروبات الغازية والحلويات ممنوعة كما الاطعمة الجاهزة الغنية بالمواد الدهنية. فالأساس للحؤول دون الآثار السلبية للبشرة الدهنية يكمن في نظافتها القصوى يومياً، لكن من دون استعمال مستحضرات قاسية عليها ستثير رد فعل عكسي... كما في شرب كميات كبيرة من الماء.