البثور التي تظهر على البشرة آفة قبيحة تشكل كابوساً لكل امرأة مهما كان عمرها. غالباً ما تضرب سحنة البشرة، كما الصدر والكتفين والظهر، في سن المراهقة... لكنها قد تطرأ ايضاً في سن الرشد بسبب خلل هورموني يضرب خلايا الجلد، وتحديداً انتاج مادة"السيبوم"التي تفرزها. وتأتي هذه البثور على انواع عدة. فإما تكون ذات رؤوس بيض تحمل اسمها، واما تتوسطها نقطة سوداء تكسبها اسم"الرؤوس السود"، واما تكون ملتهبة تحت الجلد وتتطلب علاجاً طبياً مكثفاً. وهي تطرأ بفعل خلل يجعل السيبوم، وهو مادة دهنية ترطّب البشرة، يتراكم على جذور شعيرة تحت البشرة محكماً اغلاقها، فيثير نمو بكتيريا تجد نفسها مسجونة تحت الجلد، ما يؤدي الى التهابها والى ظهور مختلف انواع هذه البثور. ومن البديهي القول ان تواصل ظهور البثور في شكل كثيف ومرضي على مساحة معينة من الجسم او البشرة، يتطلب مراجعة طبيب الجلد الذي سيصف علاجاً ملائماً غالباً ما يكون مرتكزاً على مادة مشتقة من الفيتامين A تتولى وقف نمو الغدد الدهنية، ما يجفف البثور الظاهرة ويحول دون ظهور غيرها مستقبلاً. الا ان هذا العلاج يجفف البشرة في شكل كبير ويخلّف وراءه شعوراًَ مزعجاً بالحروق. كما يبرز دواء آخر هو accutane الذي قد يترجم مقولة"آخر الدواء الكي"، اذ ان استعماله دقيق جداً. وقد يؤدي الى الدوار والصداع وآلام العضلات وتساقط الشعر، لذا، يتم اللجوء اليه في آخر المطاف بعد استنفاد كل العلاجات الاخرى. اما العلاج اليومي للبثور التي لا تتطلب معاينة طبية، فيبدأ بغسل المساحة المريضة مرتين يومياً، صباحاً ومساء، بصابون يرتكز على مادة benzoyl peroxide . كما يجب غسل الشعر بانتظام وإبعاده عن المساحة المريضة، اضافة الى تفادي استعمال اي مستحضرات تجميل خصوصاً اذا لم تكن مضادة للالتهابات. ومن المفيد النصح بعدم العبث بالبثور منعاً لمزيد من الالتهابات ولانتشار البكتيريا الى مساحات اخرى قريبة من المكان المريض. وينصح اختصاصيو التجميل بتنظيف البشرة المريضة بعجين مصنوع من مزيج ملعقة صغيرة من دقيق البازلاء مع قليل من الماء. كما يمكن دهن الوجه بعجين مصنوع من ملعقة صغيرة من مسحوق اللوز ممزوج بكوب من حليب الماعز. يترك العجين ليجف على الوجه لبضع دقائق قبل غسله بالماء جيداً. وفي هذا الاطار، ينصح الاختصاصيون بعدم استعمال اي دواء بناء على نصح صديقة او قريبة، من دون العودة الى استشارة طبية ملائمة. من جهة ثانية، تقول بعض الدراسات ان بعض انواع هذه البثور قد يعود الى اسباب غذائية، ما يحتّم اللجوء الى نظام غذائي محدد يرتكز الى استهلاك كميات كبيرة من"البيتا كاروتين"، اي كل انواع الخضر والفاكهة التي يكون لونها برتقالياً او اصفر مثل الجزر وغيره. كما يجب الابتعاد عن المقالي والبهارات، والإكثار من الفاكهة الطازجة، لا سيما منها التفاح من دون الحمضيات. ويمكن اعتماد العلاج بالعصائر عبر استهلاك عصير مصنوع من مزيج مقدار من عصير الشمندر مع ثلاثة مقادير من عصير الجزر، ومقدارين من الماء من اجل تنشيط عمل الكبد وتنظيم الجهاز الجسدي بكامله. ويقول اختصاصيو الغذاء الطبيعي ان البشرة تتنظف كلياً بعد شرب كوب مصنوع من مزيج من نصف ملعقة صغيرة من كل من الكمون والكزبرة والشمرة منقوعة في ماء مغلي لعشر دقائق، وذلك ثلاث مرات يومياً بعد الوجبات الثلاث. وينصح علماء الغذاء ايضاً باستهلاك بين 30 و50 ملغ من الزنك يومياً من اجل التخفيف من الالتهابات وشفاء مساحات البشرة المصابة بسرعة. كما ان الفيتامين E يعتبر مضاداً للتأكسد فيما الفيتامين B6 يساعد في اعتدال ايض الهورمونات. ويأتي الفيتامين A ليلعب دوراً اساسياً في التخفيف من افرازات السيبوم، الا ان استعماله يتطلب مراجعة طبية اكيدة، نظراً الى نتائجه الجانبية السلبية. تبقى اخيراً الرياضة التي تتولى تنشيط كل خلايا الجسم... كما التنفيس عن الضغط النفسي الذي قد يشكل جذور اي مشكلة جمالية او صحية.