سارع أقطاب الدولة العبرية مرة أخرى، الى الدفاع عن أخلاقيات جيش الاحتلال الاسرائيلي، وقدموا التبريرات للمجازر المتتالية التي يرتكبها بحق أطفال قطاع غزة، فيما واصلت الصحف العبرية الكبرى شحنها الاعلامي ضد الفلسطينيين وقادة حركة المقاومة الاسلامية حماس تحديداً، وأخبرت قراءها ان مسألة استهداف كبار المسؤولين في الحركة الاسلامية هي"قضية وقت"، فيما عكست العناوين وتعليقات أبرز المحللين غطرسة المحتل وعداءً مستأصلاً للفلسطينيين. ولم تسمح الغطرسة المتعجرفة لأي من كبار المسؤولين الاسرائيليين بالتعبير عن اسفه لاستشهاد ثلاثة من أطفال القطاع أول من أمس، بل حرصاً على عدم المساس ب"البقرة المقدسة"- الجيش الاسرائيلي - تنافس الوزراء في ما بينهم للدفاع عن سلوكيات الجيش. وكان وزراء حزب"العمل"المحسوب على اليسار الاسرائيلي، السباقين في شد أزر القادة العسكريين واتهموا، كالعادة، الضحية بالتسبب في ما حصل لها. وقال الوزير فؤاد بن اليعيزر انه يجب التوضيح لأركان حكومة"حماس"أن اياً منهم لن يكون في مأمن. ورأى النائب"الحمائمي"رئيس شاباك سابقاً عامي ايالون ان مقتل مدنيين في اطار عملية تصفية مستهدفة"لا يعني ان العملية كانت خاطئة"، فيما أعلن النائب افرايم سنيه تأييده لاستهداف شخصيات فلسطينية سياسية واستعمال كل الوسائل العسكرية والسياسية لوقف سقوط قذائف"القسام"على بلدة سديروت. وأضاف:"بكل وضوح ان العمل الأهم يجب ان يكون من اجل اسقاط حكومة حماس". وختم مدافعاً عن الجيش"الذي لا يمكن إلقاء مسؤولية اخلاقية عليه أو على الحكومة حتى وان أخفق في عملية وتسبب في مقتل مدنيين". ونقلت الإذاعة الرسمية من محافل أمنية أنها تسعى الى تصعيد الرد الإسرائيلي على سقوط"القسام"، وقالت إن وزير الدفاع عمير بيرتس يواصل مشاوراته مع قادة الجيش تمهيداً لتصعيد العدوان العسكري على القطاع. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت توعد، مساء أول من أمس، الفلسطينيين بضربات أشد ايلاماً وقسوة"من تلك التي أنزلناها في الماضي"، مضيفاً أن إسرائيل"ستصل الى كل مكان وإلى كل شخص، وان أياً من الفلسطينيين، بغض النظر عن انتمائه، لن يكون في مأمن أو يتمتع بحصانة إذا ضلع في الإرهاب". وأكدت صحيفة"يديعوت أحرونوت"في عنوانها الرئيسي أن قيادة الجيش وضعت قائمة بالشخصيات الفلسطينية التي تعتزم تصفيتها جسدياً. وتحت عنوان"قادة الإرهاب اختفوا عن الأنظار ولجأوا الى العمل السري"، كتب المعلق العسكري في الصحيفة اليكس فيشمان أن عملية عسكرية في غزة"غدت مسألة تحيّن الفرصة"، وان قادة الجيش أدركوا"عقيدة بيرتس"القاضية بالكف عن ارسال التحذيرات و"الانتقال مباشرة الى الوجبة الرئيسية"، مضيفاً أن الجيش يشعر بإحباط وعجز فرضا عليه منذ أسبوع، وأنه يتلهف لاستئناف العمليات،"وقام بتدريب بسيط بقصفه جواً ورشة صغيرة للحدادة، لكن هذا القصف ليس الوجبة الرئيسية...". وزاد ان عمليات التصفية الجسدية ستكون في مركز العمليات العسكرية. وكتبت صحيفة"معاريف"في عنوانها الرئيسي:"بيرتس قرر: قادة حماس مستهدفون". وأضافت انه في اعقاب"التصعيد الفلسطيني"قرر وزير الدفاع أن بالإمكان استهداف المستوى السياسي لحركة"حماس". وأشارت الى اعلان اولمرت ان أحداً لا يتمتع بحصانة. وكتب بن كسبيت يقول ان بيرتس ينتظر التصديق الرسمي من رئيس الحكومة ومجلس الوزراء المصغر للشؤون الأمنية لتنفيذ قراره،"وبعد ذلك سيبدأ موسم الصيد وسيجبي الجيش ثمناً شخصياً من قادة الارهاب في قطاع غزة"من دون التمييز بين"حماس"السياسية وذراعها العسكري. واضاف ان اسرائيل باتت تنظر الى جميع قادة"حماس"وغيرهم باعتبارهم"تكتلاً ارهابياً، من البحر حتى الصحراء، ستبدأ رؤوسه بالتدحرج في الشوارع... جميعهم من اسماعيل هنية حتى أصغر الناشطين الميدانيين في لجان المقاومة الشعبية في أطراف رفح... سيتم التقدم في خطة الدرج رويداً رويداً لمنح المنظمات الارهابية فرصة استخلاص العبر والتفكير ومحاسبة النفس قبل مواصلة العملية".