عادت اسرائيل الى لغة تهديد الفلسطينيين في قطاع غزة بعملية عسكرية واسعة "اذا لم يتوقف سقوط قذائف القسام على جنوب اسرائيل" فورا. ونقلت وسائل الاعلام العبرية انه في مقابل موقف رئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني الداعي الى مواصلة سياسة"ضبط النفس"مع توجيه"انذار أخير"، اصبح وزير الدفاع عمير بيرتس يتبنى موقف ضباط كبار في قيادة الجيش الاسرائيلي الداعي الى عملية عسكرية واسعة في القطاع واعادة احتلال اجزاء منه والسيطرة على الشريط الحدودي بين مصر والقطاع واسرائيل المعروف بمحور فيلادلفي لوقف تهريب اسلحة ووسائل قتالية أخرى من مصر الى القطاع. وكان رئيس الحكومة أجرى أمس مداولات مع بيرتس وقادة الجيش والأجهزة الأمنية المختلفة في أعقاب سقوط عدد من قذائف"القسام"على جنوب اسرائيل. وتوقعت اوساط قريبة من اولمرت ان يتمسك بسياسة"ضبط النفس"التي جاءت بواقع أفضل بكثير من الذي ساد قبل وقف النار، فضلا عن ان هذه السياسة تخدم اسرائيل سياسيا على الحلبة الدولية. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن بيرتس انه أبلغ اولمرت انه لا تجوز"المجازفة بأمن الاسرائيليين"وعدم الرد على استئناف القصف الفلسطيني. واضافت ان بيرتس جدد دعوته الى اقرار معايير جديدة للجيش لاطلاق النار تتيح له استهداف مطلقي"القسام"او من يحاول الاقتراب والتسلل من السياج الأمني المحيط بالقطاع. ولاحقا التقى بيرتس رؤساء الأجهزة الأمنية وسط اصرار قيادة"المنطقة الجنوبية"في الجيش على اطلاق عملية عسكرية جاهزة خطتها منذ فترة في الدرج. ويرى ضباط كبار ان وقف النار بين اسرائيل والفلسطينيين سينهار عاجلاً أم آجلاً وانه يجدر باسرائيل ان تستبق الأحداث وتنفذ تهديدها بعمل عسكري كبير في القطاع"قبل ان يفاجئها انفجار الأوضاع". ويتهم العسكريون الفلسطينيين بتعمد التصعيد لحرف الابصار عن خلافاتهم الداخلية والتصدي الى"العدو المشترك". ورأى وزير الدفاع السابق وزير البنى التحتية حاليا بنيامين بن اليعيزر انه ينبغي اعلان انتهاء"سياسة ضبط النفس"والرد على كل اطلاق للصواريخ الفلسطينية. وقال للاذاعة العامة انه"يجب ان نشرح للعالم ان اسرائيل ليست دولة انتحارية، بل هي ملزمة توفير الامن لمواطنيها". وأضاف انه ينبغي استعادة مبدأ الردع"ليدرك الفلسطينيون اننا لسنا بئرا تمتص الضربات... هذا مستنقعهم وليغرقوا هم فيه". ووسط دعوات اقطاب اليمين الحكومة الى عدم الانتظار وشن هجوم على القطاع، قال نائب رئيس الحكومة ايلي يشاي ان سياسة ضبط النفس ليست مبدأ مقدسا. ودعا الى التئام الحكومة الأمنية المصغرة لاعادة النظر في سياسة"ضبط النفس"وتحديد معايير للرد على التحرشات الفلسطينية.