يلتقي الرئيس المصري حسني مبارك بعد غد الأحد في منتجع شرم الشيخ رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت في أول لقاء بينهما بعد تولي أولمرت الحكومة الإسرائيلية الجديدة. وقالت القاهرة إنها تريد الخروج من هذا اللقاء بترتيبات للقاء تجمع فيه بين أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن. وأوضحت مصادر سياسية في القاهرة ل"الحياة"أن لقاء مبارك وأولمرت الأحد سيبحث في العديد من القضايا ومن بينها التشاور حول الخطة الإسرائيلية المقترحة لمستقبل الضفة الغربية، وتمديد الهدنة الحالية في الأراضي الفلسطينية والتي نفذت طبقا لاتفاق القاهرة. وأشارت المصادر الى إن مصر ستركز على مطالبة أولمرت باستئناف عملية السلام ببدء الحوار مع السلطة برئاسة"أبو مازن"وكذلك السماح بوصول الأموال المقدمة للفلسطينيين وعن طريق السلطة أيضا. وقالت المصادر إن القاهرة ستطلب من أولمرت التعاطي مع إشارات إيجابية لحكومة"حماس"في مقدمها موافقة الحركة على مبادرة السلام العربية التي تتضمن الاعتراف العربي الشامل بإسرائيل في مقابل إقامة دولة فلسطينية في حدود ما قبل الرابع من حزيران يونيو عام 67. وكان الرئيس مبارك بحث في تفعيل مبادرة السلام العربية خلال لقاء القمة الذي جمعه أول من أمس مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، إذ طالبا حكومة"حماس"بالانضواء تحت المظلة العربية بالاعتراف بهذه المبادرة. وأعطى وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار علامات خلال اجتماع أخير له مع المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية، على قرب موافقة الحركة على المبادرة، وقال إنها تدرسها بجدية وتقترب من إعلان موقف منها. وكشفت المصادر أن مبارك سيلتقي عباس الاثنين المقبل ويبحث معه في نتائج المحادثات مع أولمرت وذلك في إطار المساعي المصرية لإنجاح القمة الثلاثية التي تتوقع المصادر المصرية أن تتم في شرم الشيخ نهاية الشهر الجاري. وتقول المصادر إن الكثير من المواقف ستكون حددت قبل لقاء عباس وأولمرت ومنها المهلة التي أعطاها عباس للقوى والفصائل في الحوار الفلسطيني 10 أيام للموافقة على وثيقة الأسرى أو إجراء استفتاء شعبي. وتأمل القاهرة في التوصل إلى حل لا يفرض الاستفتاء ويكون توافقياً ليمكن الفلسطينيين من العودة إلى طاولة المفاوضات. وقالت المصادر إن مصر حريصة على إبلاغ أولمرت بتفادي الإجراءات الأحادية قدر الإمكان حتى لا تتعقد الأمور في الداخل الفلسطيني المعبأ بالكثير من المشاكل.