يواصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لليوم الثاني، وضع حجر الأساس لعدد من المشاريع التنموية والصحية والتعليمية في المدينةالمنورة، التي وصلها اول من أمس، ضمن جولة شملت عدداً من مناطق المملكة. وكانت المدينةالمنورة، التي احتفت ليل اول من أمس بالملك عبدالله وولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، شهدت أول من أمس تأسيس مشروع مدينة اقتصادية، أطلق عليها اسم"مدينة المعرفة"، من شأنها توفير 20 ألف فرصة عمل، وتستوعب 200 ألف ساكن، بكلفة تتجاوز 25 بليون ريال. ووضع الملك عبدالله في اليوم الأول من زيارته للمدينة، حجر الأساس لمشروعين مهمين لمصلحة المسجد النبوي، تتجاوز كلفتهما بليون ريال، الأول لتظليل الساحات المحيطة بالمسجد النبوي وحماية المصلين من الأمطار والشمس، والثاني لتطوير الساحة الشرقية للمسجد النبوي الشريف، وإنشاء محطة النقل والمواقف، ومن شأن هذه المشاريع زيادة المساحة الاستيعابية إلى نحو 70 ألف مصل. وفي القطاع الصحي، افتتح مشروع مستشفى النساء والولادة والأطفال في المدينةالمنورة، ووضع حجر الأساس لمستشفى اختصاصي يخدم منسوبي الحرس الوطني في منطقة المدينةالمنورة. وفي القطاع التعليمي، وضع خادم الحرمين حجر الأساس لمشروع المرحلة الثانية من توسعة"جامعة طيبة"، وهي المرحلة التي تشمل إنشاء كليات جديدة ومدينة جامعية، إضافة إلى مشاريع الوحدات التدريبية التابعة للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني في مختلف مدن ومحافظات المنطقة، بكلفة تجاوزت 700 مليون ريال، وتشمل إنشاء وتجهيز كليات تقنية ومعاهد تقنية عليا للبنات، ومعاهد تدريب مهني في كل من المدينةالمنورةوينبع وخيبر والعيص والمهد والحناكية ووادي الفرع. وتسهم هذه المشاريع في زيادة الطاقة الاستيعابية للمتدربين في تلك الوحدات، إذ تقدر الطاقة الاستيعابية في الكلية التقنية بنحو ثلاثة آلاف متدرب، وفي معهد التدريب المهني بأكثر من 700 متدرب، وتستوعب المعاهد العليا التقنية نحو ألفي متدربة. وكان الملك عبدالله أعلن ليل اول من أمس، خلال الحفلة التي اقامها اهالي المدينة لمناسبة الزيارة، تحويل مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينةالمنورة الى مطار دولي، ليصبح المطار الدولي الرابع على مستوى المملكة. من جهة ثانية، وقّع الأمير سلطان بن عبدالعزيز عقداً مع إحدى الشركات الوطنية لتطوير مطار ينبع، بكلفة بلغت نحو 188 مليون ريال. وأعرب ولي العهد عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على قراره القاضي بتحويل مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الإقليمي في المدينةالمنورة إلى مطار دولي. وقال:"إن هذا القرار جاء في الوقت المناسب، الذي يشهد فيه المطار إقبالاً متزايداً ونمواً في الحركة الجوية". وأضاف ولي العهد:"إن هذا القرار يؤدي إلى توفير تسهيلات كبيرة لزوار المسجد النبوي الشريف والمدينةالمنورة، وسيخفف الضغط على مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، المقبل على مرحلة تطوير شاملة، كما يخفف الزحام على الطرق البرية، إذ سيمكن من تطبيق فكرة المسار الواحد للحجاج والمعتمرين وزوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم". وكان ولي العهد وقّع في المدينةالمنورة امس، مع إحدى الشركات الوطنية، عقد مشروع تطوير مرافق مطار ينبع، وذلك في إطار ما وجه به الملك عبدالله في زيارته الأخيرة لمدينة ينبع، إذ أمر بسرعة تنفيذ مشروع تطوير مطار ينبع في شكل جذري وشامل، كي يعزز الدور الذي تؤديه شبكة المطارات الإقليمية والمحلية في المملكة، لربط مناطقها ومدنها بعضها بعضاً، نظراً إلى ما تسهم به شبكة المطارات من دور إيجابي قوي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المنشودة. ويشتمل المشروع على مبنى للركاب بمساحة 8500 متر مربع، وصالتين للمغادرة والقدوم، وبوابتين متحركتين تربطان الصالات بالطائرات، وستبلغ طاقة مطار ينبع بعد التحديث 500 راكب في الساعة، ويشمل المشروع أيضاً تحديث ورفع كفاءة المدرج، بحيث يستوعب طائرات من طرازات مختلفة. واطلع الأمير سلطان على مراحل تنفيذ مشروع تطوير مطار الملك عبدالعزيز في جدة، ليصبح مطاراً محورياً يربط بين الشرق والغرب، بما يتناسب مع مكانته كبوابة للحرمين الشريفين، ورفع طاقته الاستيعابية لضمان راحة المسافرين.