من جديد تضيع خبرة السنين المتواضعة، وتختلط الأحرف بعضها ببعض، وتصطك الأنامل، ولا تعلم كيف تبدأ أو بأية طريقة ستوصل الفكرة أو تكتب الموضوع! فاليوم يوم للوطن ولرياضة الوطن... اليوم تختلط مشاعر السعوديين... وتتوحد خلف فريق يمثلهم بمختلف انتماءاتهم التشجيعية والجغرافية، وحتى لمن لا يحب كرة القدم ولا يهواها، تجده أصبح مهتماً من دون سابق انذار! أتعلمون لماذا؟ ليس لأننا نحب كرة القدم أو نعجب باللاعب الفلاني أو العلاني، على الإطلاق... لكن الأكيد أننا نحب أرض هذا الوطن ونعشق ترابه ونفتخر براية التوحيد. نعم هذه هي المعادلة، وإلا ما الذي يجعل الرجل المسن يسأل ماذا فعل المنتخب، أو الجدة التي لا تعرف عن كرة القدم إلا اسمها تبحث عن نتيجة وتدعو بالتوفيق. اليوم، ومع المشاعر الجميلة من جميع شرائح المجتمع، نفتخر ونفاخر ونعتز بكوننا من الأرض الطيبة... أرض الحرمين الشريفين. فالمواقف توحد الناس وتبين معادنهم، وكرة القدم لم تعد مجرد لعبة يهواها البعض ويتجنبها البعض، لأننا نتحدث عن منتخب الوطن، وآه... ما أكبرك وأعزك وأشرفك من وطن لدى كل السعوديين! عفواً لم أفكر أو أخطط لكتابة موضوع اليوم، ولكن يعلم الله أن المشاعر في يوم مباراة أوكرانيا المهمة، هي التي خطت المقال بأحاسيس كل سعودي يتابع هذا المحفل العالمي، ويبحث عن عزة ورفعة وطنه في كل المجالات... أما أنت يا أوكرانيا، فلن أعطي لقلمي الشخصي مجالاً لأتحدث عن اللقاء المهم الصعب أمامك هذا المساء... وعذراً لجمهورنا الرياضي. ومتأكد من أن مشاعرنا تختلط وتتحد مع مشاعر جميع المسلمين والعرب، لأن الجميع يتمنى أن تخفق الرايات الخضر في"المونديال"العالمي. أتذكر مقولة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، عقب مشاركة المنتخب في كأس العالم 1994 عندما قال للاعبين:"السمعة الجيدة التي جلبتموها لبلدكم لا تقدر بثمن، ولو دفعنا الملايين لما استطعنا تحقيقها بهذه السرعة والطريقة". [email protected]