صعدت باريس أمس، لهجتها حيال إيران، فعبّر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي للمرة الأولى، عن ثقته بأن برنامج إيران النووي"عسكري وسري"، وردّ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني بنفي التهمة، بينما أعلن ديبلوماسيون أوروبيون عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي إلى بروكسيل الأسبوع المقبل، لعقد محادثات مع لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي، ولقاء خافيير سولانا منسق الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي. وقال دوست - بلازي في تصريح للقناة الثانية في التلفزيون الفرنسي:"ما من برنامج نووي مدني يمكن أن يبرر البرنامج النووي الإيراني: وهو إذاً برنامج نووي عسكري وسري". وأضاف:"يتوجب من الآن فصاعداً على"مجلس الأمن الإفصاح عما يريد فعله وماهي الأساليب التي يعتزم الاستعانة بها لوقف وإدارة وإنهاء هذه الأزمة الرهيبة لانتشار السلاح النووي الناجمة بصورة أحادية عن إيران". ويشكل الموقف الذي عبّر عنه دوست - بلازي تحولاً في الديبلوماسية الفرنسية التي حرصت حتى الآن على ترك المجال مفتوحاً أمام إيران لإعطاء ضمانات حول الطابع السلمي لبرنامجها النووي، عبر التجاوب مع ما هو مطلوب منها من قبل وكالة الطاقة الذرية الدولية، والتحاور معها عبر القنوات الديبلوماسية لتسوية هذا الموضوع. لكن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني أكد في مقابلة مع إذاعة"فرانس انتر"الفرنسية من طهران أن بلاده لا تريد الحصول على القنبلة النووية. وتحدث لاريجاني عن إمكان رد مرتبط بإمدادات النفط إذا اتبع الغربيون"سلوكاً حيال إيران يغير الوضع الإقليمي". وقال:"لا نريد القنبلة لذلك قبلنا بمعاهدة منع الانتشار النووي"، مضيفاً:"نحن بلد مسؤول"، معتبراً"الحملة الدعائية للغربيين تؤكد أننا نريد القنبلة لكن هذا ليس الواقع". ورد لاريجاني على دوست - بلازي مؤكداً أنه"يكن تقديراً كبيراً"للوزير الفرنسي لكنه"لا يعرف لماذا أدلى بتصريحات من هذا النوع". وزاد:"لو كنت مكانه لاستخدمت وزن فرنسا لتسوية المشكلة"، أي الملف النووي الإيراني، قبل أن يقدم نصيحة مفادها"بدلاً من تصعيد اللهجة على الدبلوماسيين البحث عن حل للمشكلة". ورأى لاريجاني أن"الاتحاد الأوروبي يجب ألا يردد الموقف الأميركي"، متحدثاُ عن استخدام سلاح النفط لمواجهة عقوبات محتملة ضد بلاده. وبينما عبر البرلمان الأوروبي عن"قلقه البالغ"من قرار إيران فض الأختام من منشآت نووية واستئناف تخصيب اليورانيوم، ذكر ديبلوماسيون أوروبيون أن متقي سيطير إلى بلجيكا في أول زيارة له إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي، وأن المناقشات من المرجح أن تركز على النزاع المتصاعد بين الاتحاد الأوروبي وطهران. وأيد برلمان الاتحاد الأوروبي خطوة إحالة الملف النووي الإيراني على مجلس الأمن الدولي، وطالب طهران أن تفكر"بجدية"في الاقتراح الروسي بتخصيب اليورانيوم الإيراني على الأراضي الروسية. وعلى رغم ذلك، دعت الصين أمس إلى مواصلة السعي للتوصل إلى حل ديبلوماسي للازمة النووية الإيرانية. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية شين يانغ:"نشعر بقلق بالغ إزاء الأزمة النووية الإيرانية"، وزاد:"من المهم جداً أن يحقق المجتمع الدولي توافقاً في الآراء في شأن حل المسألة النووية الإيرانية بالسبل الديبلوماسية وأن يدعو الأطراف المعنية لالتزام الهدوء والتحلي بضبط النفس والصبر". في غضون ذلك، أعرب رئيسا برلماني إيران وفنزويلا في بيان مشترك معارضتهما إنتاج وانتشار وتخزين الأسلحة النووية، واعتبرا هذه الأسلحة من العوامل المهددة للسلام والأمن الدوليين، وذلك في ختام زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني غلام علي حداد عادل إلى كاراكاس.