على رغم أن انتخابات مجلس الأمة الكويتي، التي ستُجرى في 29 حزيران يونيو الجاري، ستكون مقتصرة على المواطنين الكويتيين من الجنسين، إلا أن مواطنين سعوديين سيكون لهم دور، غير مباشر، في وصول مرشحين إلى المجلس. ولن يشارك السعوديون في التصويت حكماً لكنهم يملكون أصوات زوجاتهم الكويتيات، اللواتي لا يزلن يحتفظن بجنسياتهن الكويتية. وتلقت هؤلاء الزوجات، وغالبيتهن يسكنّ مدن المنطقة الشرقية، عشرات الاتصالات من مرشحات وزوجات مرشحين وعاملات ضمن الحملات الانتخابية، تحضهن على التصويت لمصلحتهن أو لمصلحة مرشحيهن. ويملك أحد السعوديين نحو ستة أصوات، تتوزع بين زوجته وزوجات أبنائه، وجميعهن كويتيات، يسكنّ في الجبيلوحفر الباطن. ويؤكد أن الأصوات ستكون لأحد المرشحين في منطقة الجهراء، الذي يرتبط به بصلة قرابة. ويضم بيت آخر في حفر الباطن ثلاثة أصوات نسائية، ستشارك في الانتخابات بعد اتصال من زوجة أحد المرشحين، تحضهن باسم"النخوة"على الحضور إلى الكويت والاقتراع. وتسيطر القبيلة على المزاج العام لهؤلاء الأزواج، في السماح لزوجاتهم بالمشاركة من عدمها، ويبدي عدد منهم سعادته بفوز أبناء قبيلته بأحد مقاعد المجلس، وعلى هذا الأساس حدد رغبته في أن يكون حاضراً يوم التصويت بصوت زوجته. وستكون مشاركة زوجات السعوديين مرهونة بموافقة الأزواج. ولا يزال عدد من السعوديين في حيرة في شأن المشاركة، فهم حتى هذه اللحظة لم يحسموا الامر بعد خصوصاً في المناطق القبلية، التي تعد"الفزعة"أحد أبرز المحركات الاجتماعية فيها، والتي من شأنها أن تدفع بالأزواج إلى نقل زوجاتهم إلى مقار التصويت. وأسهمت الآلية التي اتبعت في الكويت في شأن تسجيل الناخبات، في إيقاع الأزواج السعوديين في مواقف محرجة، إذ تم قيد كل كويتية تجاوزت الحادية والعشرين في سجل الناخبين، بحسب المعلومات المدونة في البطاقة المدنية، من دون الحاجة إلى حضور المرأة بنفسها، كما هو مُتبع مع الرجال، لذا دخل أزواج الكويتيات من السعوديين في حسابات الانتخابات، خصوصاً أن الصوت النسائي سيكون"المرجح الأساس"في هذه الانتخابات، نظراً إلى أن أعداد الناخبات تفوق أعداد الناخبين. وفي المقابل، هناك من لا يلتفت إلى العملية الانتخابية برمتها، وإن كان سيتعرض إلى ضغوط من أهل زوجته لإحضارها يوم الاقتراع. ويقول أحد الأزواج"لن أذهب إلى الكويت، وإن كان أهل زوجتي يريدون صوتها، فعليهم الحضور إلى حفر الباطن وأخذها، ومن ثم إعادتها إلى أولادها بعد التصويت". وستكون السعوديات الغائب الأكبر عن هذه الانتخابات، خصوصاً اللواتي حصلن على الجنسية الكويتية بعد زواجهن من كويتيين، إذ لن يُسمح لهن بالمشاركة والتصويت إلا بعد مضي 15 سنة من تاريخ الحصول على الجنسية الكويتية.