انطلقت أمس السبت، النسخة الثالثة من الانتخابات البلدية في 11 منطقة سعودية، بقيد الناخبين والناخبات، فيما تواصلت في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة لليوم الثامن. وكادت تخلو مراكز القيد التي تربو على 1260 مركزاً من الحضور أمس. إذ كانت أعداد المقيدين «خجولة» في غالبيتها. (للمزيد). وكان لافتاً أن عدد النساء فاق الرجال في بعض المناطق. وعزا عاملون ضعف الحضور إلى تزامن بدء القيد أمس، مع الاستعداد لانطلاق العام الدراسي الجديد اليوم. وفي حفر الباطن، استعرت في مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً «تويتر»، و«فيسبوك»، و«واتساب»، حملات لتشكيل تكتلات قبلية لاختيار مرشحين محتملين لخوض الانتخابات. وعلى رغم «الخبرة» التي تولدت بين سكان المدينة، بعد خوضهم التجربة الانتخابية الثالثة خلال الأعوام ال10 الماضية، فضلاً على وجود حفر الباطن على مرمى حجر من دولة الكويت، وتأثرها بتجربة هذا البلد الخليجي ذي التجربة الانتخابية «العريقة» نسبياً. فإن ذلك لم يكن كافياً لتخلع المحافظة «جلباب القبيلة»، في اختيار مرشحيها ومرشحاتها، وإن كان ظهور الأخيرات مستبعداً جداً، في ظل بيئة قبلية محافظة. بيد أن ذلك لن يحول من دون حضور طاغ للمرأة ناخبةً، وإن كان صوتها سيجيّر لمن يختاره ولي أمرها، سواء الزوج، أم الأب، أم الأخ، وربما الابن. وغالباً لن يخرج عن «مرشح القبيلة». وبدأ الحشد القبلي لاختيار المرشحين لخوض السباق الانتخابي منذ نهاية شهر رمضان الماضي، الأمر الذي دفع بعض القبائل لإجراء انتخابات خاصة، يقتصر التصويت فيها على أبناء القبيلة، وربما على الفخذ من القبيلة، في استنساخ لتجربة «الانتخابات الفرعية» المعروفة في الأوساط القبلية الكويتية، وإن كانت وزارة الداخلية هناك تحظرها. إلا أن ذلك لم يحل من دون استمرار العمل بهذه الانتخابات، لاعتماد مرشح واحد، يصطف جميع أفراد القبيلة خلفه، فضلاً على المطالبات بدعم المرشح، وتحشيد الأصوات لمصلحته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً بعد أن اختار كل مرشح محتمل «وسماً» خاصاً به في موقع «تويتر». ومع اقتراب انطلاق الانتخابات، أعلن عدد ممن كانوا ينوون الترشح انسحابهم من السباق الانتخابي، لدعم مرشح من القبيلة ذاتها. وتدور أحاديث عن «ضغوط ناعمة»، مورست على هؤلاء المرشحين لدفعهم إلى الانسحاب، لمصلحة مرشحين آخرين من أبناء القبيلة. وعلى رغم قيام مجموعة من الشبان المتحمسين بحملات تطوعية توعوية لدعم اختيار «الأكفأ لأجل حفر الباطن». فإن جهودهم لم تشكل فرقاً على الأرض، في ظل طغيان المد القبلي، الذي يبدو أنه يكتسح كل ما أمامه. وتشهد هذه النسخة من الانتخابات دخول السيدات، مرشحات وناخبات، إلا أن عدداً من المهتمين بشأن المدينة، يستبعدون دخول مرشحة السباق الانتخابي، لاعتبارات اجتماعية ترى «حرجاً» في ترشيح سيدة لمجلس بلدي في بيئة قبلية. فيما ذهب آخرون إلى زاوية أخرى في المشهد الانتخابي، لافتين إلى أن أصوات الناخبات ستذهب وفقاً لما يرغب به ولي أمرها، إلا أن كل ذلك تحليل قد يدحضه الواقع على الأرض في يوم الاقتراع يوم ال12 من كانون الأول (ديسمبر) المقبل. أما ما يمكن الجزم به حتى عصر أمس، فإن مراكز الانتخابات النسائية في حفر الباطن شهدت كثافة في الحضور، بخلاف الرجالية، التي خلا بعضها تماماً من الناخبين. وربما يعود ذلك إلى أن غالبية الرجال سبق لهم القيد، بينما تكون مراجعة المقرات الانتخابية لمن يرغب في القيد، أو يكون انتقل إلى دائرة انتخابية جديدة، وكذلك من بلغوا سن الاقتراع، الذي خُفض من 21 إلى 18 عاماً. بخلاف النساء، اللاتي يشاركن جميعاً للمرة الأولى في هذه الانتخابات، علماً بأن أيام القيد تمتد 21 يوماً.