في أعقاب تشديد الاتحاد الأوروبي معايير الانضمام إليه، نشأ جدل بينه وبين الأتراك، تجسد في رفض أنقره طلب الأوروبيين فتح الموانئ التركية امام حركة المرور القبرصية، شرطاً لاستمرار مفاوضات عضوية تركيا في الاتحاد. وأكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان رفض بلاده هذا الشرط ولو كلفها ذلك"مستقبلها الأوروبي". وأعلنت الرئاسة النمسوية للاتحاد الأوروبي أمس، ان على تركيا التزاماً واضحاً بفتح موانئها ومطاراتها أمام الحركة القادمة من قبرص هذا العام، مؤكدة وجود مشكلة اذا رفض الأتراك ذلك. وقال الرئيس النمسوي فولفغانغ شوسيل بعد قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسيل أمس:"يوجد التزام واضح من جانب تركيا لكي توافق على بروتوكول أنقره، ونتوقع انه بحلول نهاية العام تكون أوفت بهذا الالتزام". وكان شوسيل يرد على سؤال عن تأكيد اردوغان رفض أنقره تقديم تنازلات اذا لم ينه الاتحاد الأوروبي العزلة الاقتصادية لجمهورية شمال قبرص التركية. بدوره، قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان تقاعس تركيا عن الوفاء بالتزاماتها بفتح موانئها أمام السلع القبرصية سيعرض للخطر طموحاتها في الانضمام يوماً ما الى الاتحاد الأوروبي. وأضاف في بيان بعد القمة:"من الواضح لي ان تركيا يجب ان تحترم التزاماتها في هذا الشأن وإذا لم تفعل، ستضع شكوكاً في قدرتها على الوفاء بشروط الانضمام الى الاتحاد الأوروبي". وفي تركيا قال رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، إن بلاده لن تفتح موانئها ومطاراتها أمام قبرص، ولو أدى ذلك إلى تعليق محادثات عضويتها في الاتحاد الأوروبي. ويضغط الاتحاد الأوروبي على تركيا لفتح موانئها ومطاراتها أمام قبرص العضو في الاتحاد والمضي قدماً في اتجاه الاعتراف بالحكومة القبرصية اليونانية التي تحظى بالقبول الدولي. لكن أنقره تقول إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أولاً، أن يرفع القيود التجارية عن القبارصة الأتراك. وقال أردوغان في كلمة أمام غرفة الصناعة في اسطنبول وقوبلت بتصفيق حاد:"طالما ظل القبارصة الأتراك معزولين، لن نفتح موانئنا ومطاراتنا. وإذا أوقفوا الأوروبيون المفاوضات فليوقفوها." ويشعر الأتراك بأن الاتحاد الأوروبي أخطأ عندما ضم قبرص اليونانية قبل تأمين تسوية سلمية شاملة في الجزيرة. وتقول قبرص إنها مستعدة لسد الطريق أمام محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الاوروبي إذا لم يتحقق تقدم بشأن مشكلة الموانئ والمطارات. كما نقل عن جان كلود يونكر رئيس وزراء لوكسمبورغ أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يجمد محادثات انضمام تركيا إذا لم تفتح موانئها ومطاراتها أمام قبرص خلال هذا العام. تنديد بمناورة شمال قبرص وفي نيقوسيا، انتقد الرئيس القبرصي اليوناني تاسوس بابادوبولوس الاممالمتحدة لمشاركتها كمراقب في تمرين على الانقاذ اجرته انقرة والسلطات القبرصية التركية قبالة الشواطئ الشمالية للجزيرة. وقال ان"التمرين هو غير شرعي ليس بالنسبة الينا فحسب، بل ايضاً بالنسبة الى قرارات الاممالمتحدة المتعلقة بقبرص". وأضاف الرئيس القبرصي ليل اول من امس، ان مشاركة قائد قوة الاممالمتحدة المكلفة حفظ السلام في قبرص الجنرال الارجنتيني رافاييل خوسي بارني كمراقب هو"خطأ"، موضحاً ان الاممالمتحدة يجب ان تكون اول من يحترم سيادة جمهورية قبرص. وأوضح ان"ليس لتركيا اي حق في المياه الاقليمية القبرصية او في المناطق التي جرى فيها التمرين". وشاركت الاربعاء، سفن وطائرات ومروحيات تركية وقوات عسكرية تابعة لجمهورية شمال قبرص التركية المعترف بها فقط من انقرة، في التمرين الذي كان الهدف منه تحسين تنسيقهما في مجال المهمات الانسانية. وبرر الناطق باسم قوة حفظ السلام الدولية بريان كيلي مشاركة الجنرال بارني بالقول ان الاممالمتحدة يجب ان"تتحدث مع كل الاطراف"، مضيفاً ان"وجود الجنرال بارني يجب ان ينظر اليه من هذا الاطار". وقبرص مقسومة منذ اجتياح الجيش التركي لشطرها الشمالي عام 1974 إثر حصول انقلاب ضد الاسقف مكاريوس بتشجيع من نظام الكولونيلات في اثينا على امل إلحاق الجزيرة باليونان.