دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى رفع العقوبات الدولية المفروضة على جمهورية شمال قبرص التركية، وذلك خلال زيارته الاولى للجزيرة منذ توليه منصبه. وقال اردوغان الذي استقبل بحفاوة بالغة، انه اختار يوم امس لزيارة الجزيرة، باعتباره "يوم اوروبا"، للدلالة على الاهتمام الذي توليه تركيا لعضوية الاتحاد الاوروبي. قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لدى وصوله الى مطار نيقوسيا في الشطر الشمالي من قبرص امس: "انني اناشد من جمهورية شمال قبرص التركية العالم باجمعه، واقول ان الوقت حان لرفع العقوبات غير الانسانية المفروضة على الشعب القبرصي التركي منذ 40 عاماً". وأضاف وسط تصفيق الجماهير المحتشدة للترحيب به وهي تلوح بالاعلام التركية والقبرصية التركية ان "هذه هي اكثر القضايا الحاحاً اليوم". وهذه اول زيارة يقوم بها اردوغان لجمهورية شمال قبرص التركية منذ توليه رئاسة الوزراء في آذار مارس الماضي. وتحتفظ تركيا في ذلك الجزء من جزيرة قبرص المقسمة بحوالى 30 الف من جنودها. وتأتي الزيارة في اعقاب انهيار المحادثات التي تمت برعاية الاممالمتحدة لإنهاء تقسيم الجزيرة المستمر منذ 29 عاماً، الى جزء قبرصي تركي في الشمال لا تعترف به سوى انقرة وجزء يوناني قبرصي في الجنوب تحظى حكومته بالاعتراف الدولي. وقال اردوغان ان توحيد شطري الجزيرة يجب ان يتم بناء على "الحقائق" في الجزيرة. وأوضح ان "في قبرص شعبين بديانتين ولغتين مختلفتين ونظامين ديموقراطيين منفصلين ودولتين منفصلتين. يجب ان تقوم جهود الحل في قبرص على هذه الحقائق". وأشاد بقرار السلطات القبرصية التركية الشهر الماضي بالسماح بحرية العبور بين شطري الجزيرة، علماً انه انتقد مراراً الزعيم التركي القبرصي القومي المتشدد رؤوف دنكطاش. وقال: "يجب على الشعبين فوق كل شيء، خلق ظروف العيش بسلام في الجزيرة. يجب عليهما ان يبحثا عن سبل بناء شراكتهما الجديدة في جو من الثقة". ويذكر ان قرار "جمهورية شمال قبرص التركية" رفع القيود عن العبور بين شطري الجزيرة الى تدفق مئات آلاف القبارصة من الجانبين على الخط الاخضر الذي تحرسه القوات الدولية. وكان معظم هؤلاء من القبارصة اليونانيين المتجهين الى الجزء الشمالي. واتخذت السلطات القبرصية اليونانية اجراءات لتسهيل دخول القبارصة الاتراك الى الجزء الجنوبي. الحل الدولي وأوضح أردوغان ان أنقرة "مصرة" على ايجاد "حل عادل ودائم للمسألة القبرصية على اساس الحقائق في الجزيرة". وكان قبل مغادرته انقرة، قال ان تركيا أيدت جهود الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي فشلت خطته في توحيد الجزيرة في آذار مارس الماضي. وعلى رغم ان الجانبين القبرصيين قدما اعتراضات على الخطة التي تقدم بها انان، فإن الاممالمتحدة قالت ان دنكطاش هو المسؤول الرئيسي عن فشل الخطة. وكان دنكطاش عارض اقتراحاً لعودة آلاف القبارصة اليونانيين الى منازلهم في الشمال والتي فروا منها خلال الغزو التركي للجزيرة في 1974 ما ادى الى تشريد عشرات القبارصة الاتراك. ووقعت الحكومة القبرصية اليونانية معاهدة الانضمام الى الاتحاد في اثينا الشهر الماضي، وستدخل الاتحاد وحدها اذا لم يتم التوصل الى حل للمسألة القبرصية بحلول ذلك الوقت. ويتوقع ان يثير ذلك توترات بين الاتحاد الاوروبي وتركيا، المرشحة لدخول الاتحاد الاوروبي. وقال اردوغان انه اختار هذا اليوم امس باعتباره "يوم اوروبا"، للقيام بأول زيارة له لقبرص التركية منذ تسلمه رئاسة الوزراء، من اجل اظهار الأهمية التي توليها تركيا لعضوية الاتحاد الاوروبي. يذكر ان قبرص مقسمة على اسس عرقية منذ عام 1974 عندما احتلت القوات التركية الجزء الشمالي من الجزيرة رداً على انقلاب قام به القبارصة اليونانيون في نيقوسيا بهدف توحيد الجزيرة مع اليونان.