فيما تؤكد التقارير الصحافية في كل من لندن وباريس على أن العاصمتين أبلغتا رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت عدم تأييدهما لخطة أحادية الجانب لتجميع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس داخل حدود الدولة العبرية التي يعتزم ترسيمها بنفسه، إلا أن اولمرت حرص من خلال ايجازاته للصحافيين الاسرائيليين الذين رافقوه في زيارتيه الى بريطانيا وفرنسا على بث الانطباع بأن زعيمي هذين البلدين توني بلير وجاك شيراك سيلعنان في نهاية المطاف دعمهما للخطة"بعد أن أوضحت لهما ان خطة"الانطواء"محتومة وأنه سيتم تنفيذها سواء بوجود شريك فلسطيني أو في غيابه"، كما نقلت عنه"يديعوت احرونوت". وأضافت الصحيفة نقلاً عن اولمرت ان الرئيس الفرنسي"أبدى تشاؤمه حيال مستقبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن"، مذكراً بأنه حض واشنطن، عبثاً على عدم اجراء انتخابات في أراضي السلطة الفلسطينية"لكنهم لم يصغوا اليّ". لكن المعلق السياسي البارز في صحيفة"هآرتس"ألوف بن لم يقبض هذا الكلام على محمل الجد وكتب ان بلير الذي أصغى الى اولمرت وقدم ملاحظاته"انما أرسله ليحضر دروسه جيداً"، مؤكداً موقف بريطانيا الداعي الى التوصل الى"تسوية متفق عليها"بين اسرائيل والفلسطينيين. واضاف المعلق ان رئيس الحكومة الاسرائيلية أخفق في اقناع الصحافيين البريطانيين ايضاً بجدوى خطته"ما يعكس حقيقة فشله في ترويجها في أوروبا". وتابع ان الرأي العام الأوروبي، خلافاً للأميركي، غير مقبل على هضم خطة سياسية تشرّع ضم مناطق فلسطينية بالقوة. وزاد انه اذا كان الوضع على هذا النحو في بريطانيا الصديقة فإنه سيكون أصعب على سائر الدول الأوروبية قبول الخطة. وأضاف بن ان لندن تدرك ان الانسحاب الجزئي من الضفة الغربية، وفقاً لخطة اولمرت تختلف عن انسحاب اسرائيل"الكامل"من قطاع غزة وان بلير لن يوقع لاولمرت على"شيك على بياض"قبل ان يعرض الأخير تفاصيل خطته والحدود التي ستنسحب اسرائيل اليها وهل ما يتبقى من أراض يضمن تواصلا جغرافياً للدولة الفلسطينية العتيدة"فقط بعد ان يحضر دروسه جيداً ويجري تقويمات للأوضاع ويقر عمق الانسحاب"سيكون باستطاعة اولمرت ترويج خطته، أوروبياً.