أكد رئيس الحكومة الاسرائيلية بالوكالة ايهود اولمرت من جديد ان الحكومة الجديدة التي يسعى لتشكيلها ستعكس بقاعدتها البرلمانية الواسعة اجماعاً اسرائيلياً"في كل ما يتعلق بالانفصال عن الفلسطينيين وخلق واقع جديد في الشرق الأوسط"، في اشارة الى"خطة الانطواء"التي أعلنها عشية الانتخابات البرلمانية الاخيرة القاضية بتجميع المستوطنات المعزولة في أعماق الضفة الغربية ضمن الكتل الاستيطانية الكبرى المقامة على اكثر من ثلث أراضي الضفة والقدس وذلك بهدف ترسيم حدود الدولة العبرية بشكل أحادي الجانب. وقال اولمرت لاعضاء"الرابطة اليهودية الاميركية ضد القذف والتشهير"ان حكومته تفضل التفاوض مع الفلسطينيين لحل الصراع"لكننا لن ننتظرهم الى الأبد بل سنقرر مصيرنا بأنفسنا ونرسم حدوداً تضمن الأمن لاسرائيل وتتيح للفلسطينيين اقامة دولتهم". على صلة، نقلت صحيفة"هآرتس"العبرية أمس عن مسؤولين كبار في الادارة الاميركية ان واشنطن ستدعم خطة اولمرت للانسحاب الأحادي الجانب من أجزاء في الضفة الغربية، لكنها لن تعترف بالحدود التي سيتوقف عندها الانسحاب حدوداً دائمة لاسرائيل، اي انها لن تعتبر الانسحاب نهائياً لن تتبعه مفاوضات حول الحدود الدائمة. وقال أحد المسؤولين للصحيفة انه من الجائز ان تصبح الحدود الموقتة التي سيأتي بها الانسحاب حدوداً دائمة"لكن اي اعتراف دولي بهذه الحدود لن يتحقق إلا بعد توافق اسرائيلي - فلسطيني حولها، حتى لو استغرق الوصول اليه سنوات كثيرة". واضافت الصحيفة ان دول الاتحاد الاوروبي ستتبنى موقفاً مماثلاً وان واشنطن معنية بحصول جبهة اميركية - أوروبية موحدة في شأن الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. ونقلت عن مصدر مطلع في الادارة الاميركية توضيحه ان اي دعم من المجتمع الدولي لانسحاب اسرائيلي احادي سيكون من منطلق ان تخفيف وطأة الاحتلال جيد للطرفين"لكن ليس بأي حال دعماً للحدود الجديدة". وتابع ان القانون الدولي لن يتيح اعترافاً بحدود فرضت بشكل أحادي الجانب. وبحسب المصدر المطلع، فإن واشنطن سترى في خطة الانسحاب من الضفة"تقدماً في الشرق الأوسط"خصوصاً حيال حقيقة غياب خيارات أخرى:"فإما الانفصال والجمود"، وهو ما أشارت اليه أخيراً وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بقولها انه في غياب شريك فلسطيني، فإن من شأن خطوات أحادية أخرى ان تحظى بدعم واشنطن. ومن المتوقع ان يتضح الموقف الرسمي اثناء الزيارة المتوقعة لأولمرت الى واشنطن، في النصف الثاني من الشهر المقبل، لكن موعدها النهائي لم يتقرر بعد بانتظار انتهاء اولمرت من مهمة تشكيل الحكومة الجديدة. وكان اولمرت ترأس أمس اجتماعاً بمشاركة عدد من كبار الوزراء ورؤساء الاجهزة الأمنية بحث في سبل تسريع اقامة جدار الفصل خصوصاً في منطقة القدسالمحتلة وضواحيها وتجاوز العثرات التي تضعها المحكمة الاسرائيلية العليا احياناً لبناء مقاطع الجدار في القدس. وأفادت تقارير صحافية ان اسرائيل انجزت الى الآن بناء 335 كلم من الجدار الذي سيمتد على أكثر من 800 كلم. واضافت ان النية تتجه لإتمام بناء الجدار الذي يفصل القدس وقراها عن الضفة الغربية في حلول الصيف المقبل.