بعد ساعات من عرض"الستة الكبار"في فيينا امس، على طهران تعليق نشاطاتها النووية الى حين التأكد من طابعها السلمي، أعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا انه اجرى محادثة هاتفية مع سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، وصفها بأنها"بناءة"لكنه لم يكشف عن مضمونها، علماً ان سولانا كان ينتظر من المسؤول الإيراني المكلف الملف النووي لبلاده رداً مبدئياً على العرض الذي قدمته الدول الكبرى لحل الأزمة. وهذا الاتصال الأول بين سولانا ولاريجاني منذ ان حمل الموفد الأوروبي الى طهران مجموعة الحوافز لإيران لوقف نشاطها في تخصيب اليورانيوم. في غضون ذلك، غادر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد إلى الصين، للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي تعقد اليوم وتشارك فيها إيران بصفة مراقب، ويبحث خلالها في الأزمة النووية لبلاده مع القادة الصينيين والروس. وقبل مغادرته، اكتفى احمدي نجاد بالقول إن"قمة شنغهاي سيكون لها تأثير كبير لتعزيز السلام والهدوء في العالم". ووصل زعماء دول وسط آسيا إلى شنغهاي أمس لحضور القمة المتوقع أن يستحوذ أحمدي نجاد والملف النووي لبلاده والغرب على الأضواء فيها. ولمح الناطق باسم الخارجية الصينية تشين جانغ الى ان الموضوع الإيراني سيناقش في القمة لكنه نفى ان يكون رئيسياً، باعتبار الهدف المعلن للمنظمة هو مكافحة المخاطر"الإرهابية"و"الانفصالية". وتضم المنظمة التي أسست قبل عشر سنوات ست دول هي: الصين وروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان، فيما تتمتع أربع دول أخرى هي منغوليا وإيران والهند وباكستان بصفة مراقب. واستأنف مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعماله في فيينا وسط بروز خلافات بين المعسكر المؤيد لطهران والمناوئ لها. واصطدمت محاولات الولاياتالمتحدة والترويكا الأوروبية بريطانيا وألمانيا وفرنسا لحمل المجلس على إصدار بيان مشترك يدين إيران لعدم استجابتها لمطالب الوكالة ويحضها على قبول عرض الحوافز والعقوبات، برفض الصين وروسيا وكتلة عدم الانحياز. وفسر ديبلوماسي من مجموعة عدم الانحياز رفض الكتلة تبني أي موقف مشترك خلال الاجتماعات بتمسكها ببيان كوالالمبور الذي يؤكد حق طهران المشروع في التقنية النووية لأغراض سلمية. ويواصل المجلس اجتماعاته للنظر في ملف إيران النووي وفي تقرير مدير الوكالة الدولية محمد البرادعي الأخير، وسط تأكيدات بعدم عزمه إصدار أي مشروع قرار في انتظار التطورات الجارية على الساحة السياسية. في طهران، نفى الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي بشدة تسريبات تحدثت عن تضمن عرض الحوافز"تحذيرات ومهل محددة"أمام إيران للرد. وقال عن تقرير البرادعي:"روح التقرير تدلل على تعاون إيراني جيد مع الوكالة، وكل نشاطاتنا في أصفهان وناتانز كانت شفافة وتحت إشراف الوكالة". وأشار إلى أن بلاده تعمل على الإجابة على الأسئلة المتبقية لدى الوكالة،"ولم تصل إلى نتيجة نهائية بعد، وهذا لا يعني ان النتائج سلبية، بل يجب أن نستمر في الحوار". وانتقد موقف المندوب الأميركي لدى وكالة الطاقة الذي وجه رسالة"غير عادية ومتسرعة"لدول عدم الانحياز لدعمها لإيران.