تحوّل ملف الاتجار ب"البضائع الحية"المصدّرة من روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة الى احدى القضايا الملحة، بعدما تزايدت خطورته تدريجاً منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. وبعدما كانت ظاهرة تصدير"فراشات الليل"الى بقاع في العالم تعزى الى تدهور الأوضاع المعيشية في روسيا ودول الجوار، غدت نشاطاً مركزياً لعدد من شبكات الجريمة المنظمة داخل روسيا وفي الخارج. وتفيد تقديرات مراكز مختصة ان هذه"التجارة"تدر أرباحاً خيالية على أصحابها، بحيث باتت تنافس أرباح تجارة السلاح والمخدرات في العالم. وكشفت أرقام أعلنتها منظمات دولية ان حوالي نصف مليون فتاة ناطقة بالروسية يرغمن على ممارسة الدعارة لحساب المافيا، في أوروبا والولايات المتحدة وشرق آسيا وبلدان في الشرق الأوسط. ولا يقتصر سوق"البضائع الحية"على الفتيات، اذ غدا الاتجار بأعضاء الأطفال أو الرضّع مصدراً جديداً لجني ثروات هائلة، بأساليب ما زالت التشريعات والأجهزة المختصة في غالبية الجمهوريات السوفياتية السابقة عاجزة عن التصدي لها. ووسّعت شبكات الاتجار بالأيدي العاملة الرخيصة نشاطها في شكل لافت خلال السنوات الأخيرة، لتسيطر على حوالي أربعة ملايين شخص باتوا"عبيداً"عند"ملاّكهم"إذ يجبرون على العمل من دون مقابل، ويُباعون ويُشترون في سوق عامر بالعنف والدماء! "الحياة"فتحت ملف الاتجار ب"البضائع الحية"في روسيا ودول الجوار، من خلال تحقيق موسع، وكشفت المعطيات المتوافرة تفاصيل عن طرق تهريب"الرقيق الأبيض"من روسيا الى أنحاء العالم، والظروف التي تعيش فيها فتيات سعين الى جني ثروات سريعة فوقعن في فخ شبكات الدعارة الدولية. راجع ص 15