أعلن الرئيسان السوداني عمر حسن البشير والاريتري أسياس أفورقي، أمس، التطبيع الكامل للعلاقات بين بلديهما بعد سنوات من الخصومة، في وقت اعتبر مسؤول كبير في الأممالمتحدة أن القوات الدولية لن تستطيع الانتشار في دارفور قبل كانون الثاني يناير المقبل. لكن الخرطوم جددت تمسكها بالقوة الأفريقية المنتشرة حالياً في الإقليم وطالبت بدعمها لانجاز مهماتها وليس نقلها الى المنظمة الدولية. ووصف البشير، في تصريحات صحافية أمس خلال مراسم توديعه نظيره الاريتري في مطار الخرطوم، علاقات البلدين بأنها أزلية وراسخة. وأثنى على الدور الذي لعبته اريتريا في تحقيق السلام في جنوب السودان وإقليم دارفور، قائلاً:"اريتريا كان لها دور بارز ضمن المنظمة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا إيغاد في التوصل الى اتفاق السلام في الجنوب". وأضاف ان اريتريا"شاركت بايجابية في مفاوضات أبوجا حول أزمة دارفور والآن فإن ملف أزمة شرق السودان موجود برمته في اريتريا، وهذا ما يؤكد عمق العلاقات الثنائية". أما الرئيس افورقي فأوضح ان المحادثات المشتركة مع السودان تناولت قضايا عدة أبرزها تقوية العلاقات وإعادتها الى مسارها الطبيعي. وقال:"تناقشنا في قضايا عدة وتطابقت وجهات نظرنا في كل ما طرح وخلال الفترة المقبلة ستبدأ خطوات التنفيذ". وأعرب عن أمله في أن تسفر المفاوضات التي تستضيفها بلاده حول شرق السودان عن حل للأزمة، مضيفاً:"اننا مقتنعون أن الحل لأي أزمة في السودان يجب ان يكون سودانياً ودور اريتريا في ما يتعلق بمفاوضات الشرق هو دور يسهل ويساعد في انجاح التوصل الى الحل السوداني". وكانت علاقات البلدين شهدت خلال الأعوام الخمسة الماضية توتراً بسبب اتهامات متبادلة بدعم كل دولة لمعارضي الأخرى. الى ذلك، انتقل رئيس عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة جان ماري جينو ومفوض السلم والأمن في الاتحاد الافريقي سعيد جينت، أمس، الى الفاشر كبرى مدن دارفور من أجل التخطيط لنشر قوة دولية في الإقليم بدل القوات الأفريقية. وأبلغ حاكم ولاية شمال دارفور عثمان يوسف كبر المسؤولين الأممي والأفريقي ان حكومته متمسكة بالقوات الافريقية المنتشرة في دارفور"لأنها تؤدي دوراً مهماً"، موضحاً ان عمليات العنف والاعتداء على المدنيين انحسرت بنسبة 50 في المئة منذ بداية العام الجاري مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وطالب بدعم القوة الافريقية مادياً ولوجستياً وليس نقل مهماتها الى الأممالمتحدة، مشيرا الى ان حكومته لا ترفض دوراً للمنظمة الدولية بالتنسيق معها. واعتبر جان ماري جينو أن القوات الدولية لن تستطيع الانتشار في دارفور قبل كانون الثاني المقبل، ورأى أن من الحيوي أن تنزع الخرطوم أسلحة ميليشيات"الجنجاويد"المسؤولة عن القتل والاغتصاب في الإقليم، على حد تعبيره. وقال جينو إن ستة شهور بين قرار نشر القوات وعملية الإنتشار فاصل زمني أكثر واقعية، خصوصاً في ضوء ظروف النقل والإمداد في دارفور. وأوضح أن الخرطوم متمسكة بموقفها حتى الآن. وتابع:"إنهم مستعدون لإجراء حوار مع الأممالمتحدة لكنهم يريدون مناقشة جوهر التسليم المحتمل للمهمة بعد عودتنا من دارفور". من جانبه، ذكر جينيت أن المحادثات كانت أول مناقشات مباشرة بين الجانبين، ووصفها بأنها بناءة، واعتبرها انفراجة نفسية بالغة الأهمية. وأضاف أن القلق كان يساور الحكومة من احتمال مناقشة تسليم المهمة في مقر الأممالمتحدة في نيويورك قبل التشاور مع الخرطوم. الى ذلك، بدأ وزير الخارجية السوداني لام اكول أمس زيارة لباريس يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين بينهم نظيره الفرنسي فيليب دوست بلازي. وسينتقل اكول من باريس الى بروكسيل لاجراء محادثات مع المفوض الاعلى للسياسة الخارجية فى الاتحاد الاوروبى خافيير سولانا، خصوصاً ان الاتحاد الأوروبي سيدرس غداً الخميس طلباً من الاتحاد الافريقي بدعم قواته المنتشرة في دارفور.