أعلن الناطق باسم الجيش الاميركي في العراق الجنرال وليم كاردويل بدء تشريح جثة زعيم"القاعدة في بلاد الرافدين"ابي مصعب الزرقاوي لمعرفة اسباب وفاته في وقت طالب فيه شقيقه باعادة الجثة الى الاردن لدفنها. وأوضح كاردويل ان"عملية التشريح جاءت استجابة لبعض التساؤلات والشكوك في ظروف وفاته خصوصاً بعدما تبين انه كان حياً بعد الغارة الجوية التي شنتها الطائرات الحربية وتوفي لدى وصول القوات الاميركية والعراقية". راجع ص3 و4 ونقل تلفزيون"اسوشييتدبرس"عن شاهد عيان اسمه محمد احمد، رأى ما جرى في"مزرعة هبهب"حيث قُتل الزرقاوي، ان سكان المنطقة سارعوا الى منطقة القصف بعدما ألقت الطائرات الاميركية قنبلتين على المنزل المعزول في المزرعة. ووضع السكان احد المصابين في سيارة اسعاف لكن ما ان وصلت القوات الاميركية حتى اخرجت الرجل من سيارة الاسعاف وبدأت تضربه بشدة ولفت دشداشته حول رأسه وبدأت تشدها. وروى محمد القصة نفسها لمراسل"واشنطن بوست". وقال ان الرجل ملتح وان الجنود ضربوه بشدة ومات اثر شد الدشداشة على رأسه. ولم يعط احد من سكان المنطقة الرواية نفسها او تفاصيل اخرى عما جرى. كما ان الجيش الاميركي ذكر ان الزرقاوي حاول الهروب قبل موته. ونسبت وكالة"اسوشييتدبرس"الى الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية جيفري غوردون عدم معرفته بهذه الادعاءات في حين وعد الجنرال كاردويل بالتحقيق فيها. وكانت القوات الاميركية اعلنت سابقاً ان الزرقاوي قُتل في الغارة الجوية وما لبثت ان غيرت روايتها قائلة انه مات عندما حاول الهروب قاذفاً نفسه عن حمالة الاسعاف. وسمحت القوات الاميركية للصحافة امس بزيارة موقع المنزل حيث قُتل الزرقاوي وشاهد الصحافيون بين الانقاض ما يدل على نمط الحياة التي كانت في المنزل، فداخل الحفرة هناك لباس نوم نسائي من النايلون المرقط بالوان النمر، وملابس اطفال وقطع متفحمة من فساتين اضافة الى حقيبة يد نسائية. وروى ل"الحياة"شهود من قرية"عرب شوكة"أن اهاليها لم يصدقوا ان"الزرقاوي"كان جارهم لثلاثة شهور وكان يعيش في منزل هجره أهله منذ ثلاث سنوات الى بغداد وتُرك فارغاً حتى فترة قصيرة عندما استأجرته عائلة سنية نازحة من مدينة الصدر الشيعية الى بعقوبة في آذار مارس الماضي. وقال شاب، اسمه خالد، ان عائلات"عرب شوكة"بدأت تربط الكثير من الوقائع عن وجود الزرقاوي قريباً منها لا سيما مع اكتشاف الرؤوس ال17 المقطوعة التي عُثر عليها في بعقوبة قبيل أسابيع من مقتله. ولم يجزم ان الرؤوس قطعت في المنزل. على صعيد آخر، يعقد الرئيس جورج بوش وكبار مساعديه ومستشاريه"قمة"في كمب دايفيد غداً تستهدف البحث في اسلوب التعامل مع الازمة العراقية بعد مصرع الزرقاوي واستكمال تشكيل الحكومة العراقية وقرب انعقاد مؤتمر الوفاق الوطني في بغداد كما سيُجري بوش اتصالاً من كمب دايفيد الثلثاء مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي للبحث في تنسيق مواقف الطرفين بعدما رحب امس في خطابه الاذاعي الاسبوعي ب"الاجراءات الاولى التي اتخذتها حكومة المالكي"معتبراً أن تصميمه على اعادة النظام"مشجع". واعتبر مراقبون ان القمة تستهدف اعادة لرسم"خطط الحرب والسلام في العراق"، اضافة الى"بناء عراق قادر على تأمين احتياجاته والدفاع عن نفسه بنفسه". وتوقع منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية السفير هنري كرامبتون، في حديث الى"الحياة"، أن"يسرع"مقتل الزرقاوي في عملية اصطياد عناصر قيادية أخرى.