شددت القوات الاميركية حصارها أمس على الفلوجة تمهيداً لشن هجوم كاسح عليها. وفيما شن الطيران الأميركي خمس غارات على المدينة أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص بعد إغلاق الطرق المحيطة بها حذرت القوات الاميركية سكان الفلوجة من دخول أو مغادرة المدينة وطلبت من النساء والاطفال مغادرتها. وأعلن ضابط في"المارينز"ان قواته بانتظار الاوامر من رئيس الوزراء اياد علاوي بعدما أجرت الاستعدادات الاخيرة لشن هجوم كاسح على الفلوجة. أغلق الجيش الاميركي الطرق المحيطة بالفلوجة وشن خمس غارات جوية جديدة على مواقع في المدينة التي يسيطر عليها المقاتلون قبل هجوم كبير لسحق المقاومين. وقال شهود ان المقاتلين أطلقوا قذائف صاروخية وقذائف هاون على القوات الاميركية التي تقصف مواقعهم من الاطراف الشرقية والشرقية الجنوبية للمدينة. تحذيرات وحذرت القوات الاميركية سكان الفلوجة عبر مكبرات الصوت ومنشورات وزعتها أمس من انها ستعتقل أي شخص يقل سنه عن 45 عاماً يحاول دخول أو المدينة مغادرتها. وقال سكان ان القوات الاميركية حضت السكان أيضا باللغة العربية على مساعدتها في اعتقال"الارهابيين"وطلبت من النساء والاطفال مغادرة المدينة. واغلقت القوات الاميركية جميع الطرق الواقعة شرق الفلوجة وشمالها، واغلقت الطريق السريع شرق المدينة وطريق السجر شمال شرق وطريق الصقلاوية شمال غرب. في غضون ذلك، كشف ضابط اميركي كبير ان مشاة البحرية الاميركية"المارينز"يقومون بالاستعدادات الاخيرة لشن هجوم وشيك على الفلوجة. وقال الكولونيل مايكل شوب قائد احدى كتائب"المارينز":"نحن مستعدون تقريباً. اننا نقوم بالاستعدادات الاخيرة. وسيكون ذلك قريباً. اننا في انتظار الاوامر من رئيس الوزراء اياد علاوي". ويهدف الهجوم الى سحق انصار الاسلامي أبي مصعب الزرقاوي والموالين لصدام حسين الذين يقول الاميركيون انهم متحصنون في الفلوجة، على أمل ان تؤدي السيطرة على الفلوجة الى كسر ظهر المقاومة المستعرة في انحاء العراق واشاعة الاستقرار في معاقل اخرى للمقاتلين تمهيداً للانتخابات المقررة في كانون الثاني يناير المقبل. وقال شوب انه لا يعلم ما اذا كان الزرقاوي موجوداً في الفلوجة. وأضاف"ان أسر أو قتل الزرقاوي سيكون هدية كبيرة". وتابع ان الهجوم سيعتبر ناجحا ايضا اذا نجا منه الزرقاوي. وأوضح ان"العملية ستنتهي عندما يتم سحق الارهابيين وتعود الفلوجة الى الحكومة العراقية الشرعية". وأوقف"المارينز"الهجوم على الفلوجة في نيسان ابريل الماضي الماضي بعد نداءات دولية بشأن خسائر المدنيين التي قال أطباء محليون انها تزيد على 600 قتيل. وقال شوب، الذي تضم وحدته القتالية أفراد مشاة ودبابات وطائرات حربية"ان اهتمامي الاكبر هو التأكد من عدم ضرب مدنيين. سنوجه ضربات دقيقة". وأضاف انه على عكس ما حدث في نيسان الماضي ستشارك القوات العراقية، بما فيها القوات الخاصة السابقة التي خدمت اثناء حكم صدام حسين، في المعركة مع القوات الاميركية. وكانت الوحدات العراقية رفضت في نيسان الماضي القتال أو تركت الخدمة في انتكاسة كبيرة لجهود اعادة بناء قوات الامن العراقية. وقال شوب ان القوات العراقية الحالية"ستشارك في جميع العمليات بما في ذلك الخطوط الاولى". وتم ابلاغ"المارينز"الذين سيدخلون الفلوجة بأن"اعداءهم"الذين يضمون مقاتلي الزرقاوي هم متشددون اسلاميون من دول مثل السعودية واليمن ومصر مستعدون لقيادة سيارات ملغومة يوجهونها نحو الدبابات وقوافل العربات من طراز"همفي. أما مؤيدو صدام، الذين وصفتهم القوات الاميركية والعراقية بأنهم مخططون اذكياء، فلديهم خبرة عسكرية ولهم معاقل في الفلوجة. وقال شوب"اننا نحاول عدم التمييز بين رجال صدام والمتشددين. ننظر الى الجميع على انهم اعداء. وهم غير مدربين على استخدام البنادق لكنهم يشكلون المجموعة الاساسية التي نقاتلها". وتتوقع قوات"المارينز"لدى دخولها المدينة، بالاضافة الى هجمات بالقذائف الصاروخية والمتفجرات التي توضع على جانب الطرق وقذائف الهاون، هجمات انتحارية بسيارات ملغومة. وقال شوب: "سيحاولون ذلك متى سنحت لهم الظروف". وأضاف ان طائرات مقاتلة من طراز"ايه سي-130"وقطع مدفعية تقصف اهداف المقاتلين قبل الهجوم، مشيراً الى ان عدد المقاتلين الرئيسيين يتراوح بين 1000 و6000، وانهم يحركون ذخيرتهم ويحفرون خنادق استعداداً للمعركة"لكننا سنلقنهم درساً". ثلاثة قتلى في غضون ذلك، واصلت القوات الأميركية قصفها مواقع مختلفة في الفلوجة. وقصفت طائرات حربية اهدافاً صباح أمس بعد أربع غارات ليل أول من أمس. واستهدفت ثلاث غارات مواقع في القطاع الجنوب الشرقي للمدينة وغارتان القطاع الشمالي. وقال مسؤولو مستشفى في الفلوجة ان الغارات الجوية تسببت في قتل ثلاثة اشخاص واصابة اربعة بجروح وتدمير خمسة منازل. وأضافوا انهم في انتظار توقف الاشتباكات لارسال سيارات اسعاف لنقل القتلى والجرحى. وجاء في بيان للجيش الاميركي"ان طائرات سلاح الجو الاميركي دمرت الخميس مبنيين محصنين يؤويان متمردين في جنوب شرقي المدينة. كما دمرت تحصينات في القطاع نفسه وموقعاً تخزن فيه عبوات ناسفة ايضا في جنوب شرقي"المدينة. وفي شمال المدينة"دمر الطيران مواقع محصنة قبل ان يشن غارة جديدة أمس على مخبأ للاسلحة".