يعرض المفوض الاوروبي للتجارة بيتر ماندلسون على مجلس وزراء الخارجية غداً في لوكسمبورغ، تقريراً حول مدى تقدم مفاوضات التبادل التجاري الحر مع مجلس التعاون الخليجي. ويقدم ماندلسون شروحاته حول القضايا العالقة بعد ان كان توقف في نهاية الاسبوع في ابوظبي في طريق عودته من آسيا الى بروكسيل. وأوضح ديبلوماسي اوروبي ان المفاوضات احرزت تقدماً كبيراً"لكن الملفات كافة تظل مفتوحة ما لم يتفق على كل منها". وصرّح ل"الحياة"أن"المفاوضات انتهت في ما يتعلق بقطاع البتروكيماويات بينما هي مستمرة في قطاعات أخرى. وكان المجلس الوزاري المشترك الخليجي اوصى في اجتماعه منتصف الشهر الماضي في بروكسيل بتسريع وتيرة المفاوضات وعقد جلسة وزارية لحسم القضايا الخلافية الاخيرة في الخريف المقبل. وأوضح المصدر نفسه ان المفاوضات لم تنته ايضاً في شأن"قطاع الخدمات الذي يتميز بحساسية كبيرة"أسوة بما يجري في المفاوضات مع اي من الاطراف في الساحة العالمية. وتعد مفاوضات التبادل التجاري الحر بين المجموعتين، الاطول في تاريخ مفاوضات الاتحاد مع الاطراف الخارجية. وكانت انطلقت في 1991 بعد انتهاء ازمة احتلال العراق للكويت. وتختلف المفاوضات التجارية الجارية بين الاتحاد ومجلس التعاون الخليجي عن تلك الجارية على صعيد ثنائي بين الولاياتالمتحدة وبعض دول الخليج العربية. ويأمل الاوروبيون التوصل الى اتفاق مع مجلس التعاون"لا يختلف في ميزاته عن مضمون الاتفاقات الثنائية التي ابرمتها الولاياتالمتحدة مع بعض دول المجلس". وتشمل المفاوضات الاوروبية الخليجية الاتفاق حول مراحل انتقالية تتراوح بين 5 و10 سنوات تزال خلالها الرسوم في شكل تدريجي. وتشهد العلاقات الخليجية - الاوروبية تطوراً على الصعيد النقدي يتمثل في محاولات افادة الجانب الخليجي من تجربة الوحدة النقدية الاوروبية. وتسعى دول الخليج للوصول الى العملة الموحدة في نهاية العقد الجاري. ويجري الخبراء من الجانبين اجتماعات لدرس تجربة قيام البنك المركزي الاوروبي في فرانكفورت الذي يتولى ادارة السياسة النقدية والعملة الأوروبية الموحدة يورو في اطار الاستقلال التام عن اي من حكومات الدول الاعضاء.